الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
789 - ( 59 ) - حديث : روي { أنه صلى الله عليه وسلم حثى على الميت ثلاث حثيات بيديه جميعا }. البزار والدارقطني ، عن عامر بن ربيعة قال : { رأيت النبي صلى الله عليه وسلم حين دفن عثمان بن مظعون صلى عليه أربعا ، وحثى على قبره بيده ثلاث حثيات من التراب ، وهو قائم عند رأسه }. وزاد البزار : فأمر فرش عليه الماء قال البيهقي : وله شاهد من حديث جعفر بن محمد ، عن أبيه مرسلا ، قلت : رواه الشافعي عن إبراهيم بن محمد ، عن جعفر ، ورواه أبو داود في المراسيل من طريق أبي المنذر : { أن النبي صلى الله عليه وسلم حثى في قبر ثلاثا }. وقال أبو حاتم في العلل : أبو المنذر مجهول ، وروى البيهقي من طريق محمد بن زياد ، عن أبي أمامة قال : توفي رجل فلم يصب له حسنة إلا ثلاث حثيات حثاها في قبر ، فغفرت له ذنوبه .

وروى [ ص: 264 ] أبو الشيخ في مكارم الأخلاق عن أبي هريرة مرفوعا : { من حثى على مسلم احتسابا كتب الله له بكل ثراة حسنة }. إسناده ضعيف .

وروى ابن ماجه من حديث أبي هريرة : { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حثى من قبل الرأس ثلاثا }. وقال أبو حاتم في العلل : هذا حديث باطل .

قلت : إسناده ظاهره الصحة ، قال : ابن ماجه : حدثنا العباس بن الوليد ، ثنا يحيى بن صالح ، ثنا سلمة بن كلثوم ، ثنا الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة : { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة ، ثم أتى قبر الميت فحثى عليه من قبل رأسه ثلاثا }. ليس لسلمة بن كلثوم في سنن ابن ماجه وغيرها إلا هذا الحديث الواحد ، ورجاله ثقات ، وقد رواه ابن أبي داود في كتاب التفرد له من هذا الوجه ، وزاد في المتن : { أنه كبر عليه أربعا }وقال بعده : ليس يروى في حديث صحيح : أنه صلى الله عليه وسلم كبر على جنازة أربعا إلا هذا ، فهذا حكم منه بالصحة على هذا الحديث ، لكن أبا حاتم إمام لم يحكم عليه بالبطلان إلا بعد أن تبين له ، وأظن العلة فيه عنعنة الأوزاعي ، وعنعنة شيخه ، وهذا كله إن كان يحيى بن صالح هو الوحاظي شيخ البخاري ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية