الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثالثة : في مراتب الحسد ، قال الغزالي رحمه الله : هي أربعة :

                                                                                                                                                                                                                                            الأولى : أن يحب زوال تلك النعمة ، وإن كان ذلك لا يحصل له ، وهذا غاية الحسد .

                                                                                                                                                                                                                                            والثانية : أن يحب زوال تلك النعمة عنه إليه ، وذلك مثل رغبته في دار حسنة أو امرأة جميلة ، أو ولاية نافذة نالها غيره ، وهو يحب أن تكون له ، فالمطلوب بالذات حصوله له ، فأما زواله عن غيره فمطلوب بالعرض .

                                                                                                                                                                                                                                            الثالثة : أن لا يشتهي عنها بل يشتهي لنفسه مثلها ، فإن عجز عن مثلها أحب زوالها لكي لا يظهر التفاوت بينهما .

                                                                                                                                                                                                                                            الرابعة : أن يشتهي لنفسه مثلها ، فإن لم يحصل فلا يحب زوالها ، وهذا الأخير هو المعفو عنه إن كان في الدنيا ، والمندوب إليه إن كان في الدين ، والثالثة منها مذمومة وغير مذمومة ، والثانية أخف من الثالثة ، والأول مذموم محض ؛ قال تعالى : ( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ) [ النساء : 32 ] فتمنيه لمثل ذلك غير مذموم ، وأما تمنيه عين ذلك فهو مذموم .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية