الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                1797 حدثنا إسحق بن إبراهيم ومحمد بن رافع واللفظ لابن رافع قال إسحق أخبرنا وقال ابن رافع حدثنا يحيى بن آدم حدثنا زهير عن الأسود بن قيس قال سمعت جندب بن سفيان يقول اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلتين أو ثلاثا فجاءته امرأة فقالت يا محمد إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاث قال فأنزل الله عز وجل والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى وابن بشار قالوا حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة ح وحدثنا إسحق بن إبراهيم أخبرنا الملائي حدثنا سفيان كلاهما عن الأسود بن قيس بهذا الإسناد نحو حديثهما

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( واشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلتين أو ثلاثا فجاءته امرأة فقالت : يا محمد إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك ، لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاث ، فأنزل الله تعالى : والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى قال ابن عباس - رضي الله عنه - : ما ودعك ، أي : ما قطعك منذ أرسلك ، وما قلى ، أي : ما أبغضك ، وسمي الوداع وداعا لأنه فراق ومتاركة ، وقوله : ( ما قربك ) هو بكسر الراء ، والمضارع يقربك بفتحها ، وقوله : ( ما ودعك ) هو بتشديد الدال على [ ص: 487 ] القراءات الصحيحة المشهورة التي قرأ بها القراء السبعة ، وقرئ في الشاذ بتخفيفها ، قال أبو عبيد : هو من ودعه يدعه ، معناه : ما تركك ، قال القاضي : النحويون ينكرون أن يأتي منه ماض أو مصدر ، قالوا : وإنما جاء منه المستقبل والأمر لا غير ، وكذلك ( يذر ) قال القاضي : وقد جاء الماضي والمستقبل منهما جميعا كما قال الشاعر :


                                                                                                                وكأن ما قدموا لأنفسهم أكثر نفعا من الذي ودعوا

                                                                                                                وقال : ما الذي غاله في الواد حتى يدعه ؟ غاله : بالغين المعجمة ، أي أخذه .




                                                                                                                الخدمات العلمية