إسلام ويب - شرح النووي على مسلم - كتاب الإمارة - باب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله- الجزء رقم13
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1876 وحدثني nindex.php?page=showalam&ids=11997زهير بن حرب حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15628جرير عن nindex.php?page=showalam&ids=16654عمارة وهو ابن القعقاع عن nindex.php?page=showalam&ids=12007أبي زرعة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال nindex.php?page=hadith&LINKID=660492قال رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=28647_7862_7943_7920_24770_25561_33429_8416_30172_28276_30504_30513_16369_33273_25565_30415تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهادا في سبيلي وإيمانا بي وتصديقا برسلي فهو علي ضامن أن أدخله الجنة أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلا ما نال من أجر أو غنيمة والذي نفس محمد بيده ما من كلم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته حين كلم لونه لون دم وريحه مسك والذي نفس محمد بيده لولا أن يشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبدا ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة ويشق عليهم أن يتخلفوا عني والذي نفس محمد بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل وحدثناه nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر بن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=12137وأبو كريب قالا حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17011ابن فضيل عن nindex.php?page=showalam&ids=16654عمارة بهذا الإسناد
قوله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3506655تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهادا - إلى قوله : - أن أدخله الجنة ) وفي الرواية الأخرى : ( تكفل الله ) ومعناهما : أوجب الله تعالى له الجنة بفضله وكرمه سبحانه وتعالى ، وهذا [ ص: 20 ] الضمان والكفالة موافق لقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة الآية .
قوله سبحانه وتعالى : ( لا يخرجه إلا جهادا في سبيلي ) هكذا هو في جميع النسخ ( جهادا ) بالنصب ، وكذا قال بعده ( وإيمانا بي وتصديقا ) وهو منصوب على أنه مفعول له وتقديره : لا يخرجه المخرج ويحركه المحرك إلا للجهاد والإيمان والتصديق .
قوله : ( لا يخرجه إلا جهادا في سبيلي وإيمانا بي وتصديقا برسلي ) معناه : لا يخرجه إلا محض الإيمان والإخلاص لله تعالى .
قوله في الرواية الأخرى : ( وتصديق كلمته ) أي : كلمة الشهادتين ، وقيل : تصديق كلام الله في الإخبار بما للمجاهد من عظيم ثوابه .
قوله تعالى : ( فهو علي ضامن ) ذكروا في ( ضامن ) هنا وجهين : أحدهما : أنه بمعنى " مضمون " كماء دافق ومدفوق ، والثاني : أنه بمعنى " ذو ضمان " .
قوله تعالى : ( أن أدخله الجنة ) قال القاضي : يحتمل أن يدخل عند موته كما قال تعالى في الشهداء : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=169أحياء عند ربهم يرزقون وفي الحديث : " nindex.php?page=hadith&LINKID=3506656nindex.php?page=treesubj&link=29468_25565_25561أرواح الشهداء في الجنة " قال : ويحتمل أن يكون المراد دخوله الجنة عند دخول السابقين والمقربين بلا حساب ولا عذاب ولا مؤاخذة بذنب ، وتكون nindex.php?page=treesubj&link=29468_25561الشهادة مكفرة لذنوبه كما صرح به في الحديث الصحيح .
قوله : ( أو أرجعه إلى مسكنه نائلا ما نال من أجر أو غنيمة ) قالوا : معناه ما حصل له من الأجر بلا غنيمة إن لم يغنم أو من الأجر والغنيمة معا إن غنموا وقيل : إن ( أو ) هنا بمعنى الواو ، أي : من أجر وغنيمة ، وكذا وقع بالواو في رواية أبي داود ، وكذا وقع في مسلم في رواية يحيى بن يحيى التي بعد هذه بالواو .
ومعنى الحديث : أن الله تعالى nindex.php?page=treesubj&link=7862ضمن أن الخارج للجهاد ينال خيرا بكل حال ، فإما أن يستشهد فيدخل الجنة ، وإما أن يرجع بأجر ، وإما أن يرجع بأجر وغنيمة .
[ ص: 21 ] قوله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3506657والذي نفس محمد بيده ، ما من كلم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته حين كلم ، لونه لون دم وريحه مسك ) أما ( الكلم ) بفتح الكاف وإسكان اللام ، فهو : الجرح ، ويكلم بإسكان الكاف ، أي : يجرح ، وفيه دليل على أن الشهيد لا يزال عنه الدم بغسل ولا غيره ، والحكمة في مجيئه يوم القيامة على هيئته أن يكون معه شاهد فضيلته وبذله نفسه في طاعة الله تعالى ، وفيه دليل على جواز اليمين وانعقادها بقوله : ( والذي نفسي بيده ) ونحو هذه الصيغة من الحلف بما يدل على الذات ، ولا خلاف في هذا ، قال أصحابنا : nindex.php?page=treesubj&link=16360اليمين تكون بأسماء الله تعالى وصفاته ، أو ما دل على ذاته ، قال القاضي : واليد هنا بمعنى القدرة والملك .
قوله : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3506658والذي نفس محمد بيده لولا أن يشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله ) أي : خلفها وبعدها . وفيه nindex.php?page=treesubj&link=30997ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من الشفقة على المسلمين والرأفة بهم ، وأنه كان يترك بعض ما يختاره للرفق بالمسلمين ، وأنه إذا تعارضت المصالح بدأ بأهمها . وفيه مراعاة الرفق بالمسلمين ، والسعي في زوال المكروه والمشقة عنهم .
قوله : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3506659لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل ، ثم أغزو فأقتل ، ثم أغزو فأقتل ) فيه nindex.php?page=treesubj&link=25561_7862فضيلة الغزو والشهادة ، وفيه : nindex.php?page=treesubj&link=25561تمني الشهادة والخير ، وتمني ما لا يمكن في العادة من الخيرات ، وفيه أن nindex.php?page=treesubj&link=7918الجهاد فرض كفاية لا فرض عين .