الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  125 66 - حدثنا قيس بن حفص قال : حدثنا عبد الواحد قال : حدثنا الأعمش سليمان ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله قال : بينا أنا أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في خرب المدينة وهو يتوكأ على عسيب معه ، فمر بنفر من اليهود ، فقال بعضهم لبعض : سلوه عن الروح ، وقال بعضهم : لا تسألوه لا يجيء فيه بشيء تكرهونه ، فقال بعضهم : ولنسألنه ، فقام رجل منهم فقال : يا أبا القاسم ، ما الروح ؟ فسكت ، فقلت : إنه يوحى إليه ، فقمت ، فلما انجلى عنه فقال : ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا قال الأعمش : هكذا في قراءتنا .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقة الحديث للترجمة ظاهرة لأنها بعض آية من القرآن ، والحديث يبين سبب نزولها مع ما فيها من التنبيه على أن علم الروح علم قد استأثر الله به ولم يطلع عليه أحدا كما قد ذكرناه .

                                                                                                                                                                                  ( بيان رجاله ) وهم ستة :

                                                                                                                                                                                  الأول : قيس بن حفص بن القعقاع الدارمي أبو محمد البصري ، روى عنه أحمد بن سعيد الدارمي وأبو زرعة وأبو حاتم ، قال يحيى بن معين : ثقة ، وقال أحمد بن عبد الله : لا بأس به ، وقال أبو حاتم : شيخ وهو شيخ البخاري انفرد بالإخراج عنه ، عن أئمة الكتب الخمسة ، وليس في مشايخهم من اسمه قيس سواه ، توفي سنة سبع وعشرين ومائتين .

                                                                                                                                                                                  الثاني : عبد الواحد بن زياد أبو بشر البصري .

                                                                                                                                                                                  الثالث : سليمان بن مهران الأعمش الكوفي .

                                                                                                                                                                                  الرابع : إبراهيم بن يزيد النخعي .

                                                                                                                                                                                  الخامس : علقمة بن قيس النخعي .

                                                                                                                                                                                  السادس : عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .

                                                                                                                                                                                  ( بيان لطائف إسناده ) منها أن فيه التحديث والعنعنة ، ومنها أن رواته ما بين بصريين وثلاثة كوفيين ، ومنها أن فيه ثلاثة من التابعين الحفاظ المتقنين يروي بعضهم عن بعض وهم الأعمش وإبراهيم وعلقمة ، ومنها أن رواية الأعمش عن إبراهيم عن علقمة أصلح الأسانيد فيما قيل .

                                                                                                                                                                                  ( بيان تعدد موضعه ومن أخرجه غيره ) أخرجه [ ص: 200 ] البخاري أيضا في التوحيد عن موسى بن إسماعيل ، عن عبد الواحد أيضا ، وفي التفسير عن عمر بن حفص عن أبيه ، وفي الاعتصام في باب ما يكره من كثرة السؤال ، وتكليف ما لا يعنيه عن محمد بن عبيد بن ميمون ، عن عيسى بن يونس ، وفي التوحيد عن يحيى ، عن وكيع ، وأخرجه مسلم في الرقاق عن عمر بن حفص عن أبيه ، وعن أبي بكر ، والأشج عن وكيع وعن إسحاق ، وابن خشرم عن عيسى كلهم عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، وأخرجه الترمذي والنسائي جميعا في التفسير عن علي بن خشرم به ، وقال الترمذي : حسن صحيح .

                                                                                                                                                                                  ( بيان اللغات ) قوله في " خرب " بكسر الخاء المعجمة وفتح الراء ، وفي آخره باء موحدة جمع خربة ، ويقال بالعكس ، أعني الخاء وكسر الراء ، هكذا ضبط بعضهم أخذا عن بعض الشارحين .

                                                                                                                                                                                  قلت : هذا مخالف لما قاله أهل اللغة ، فقال الجوهري : الخراب ضد العمارة وقد خرب الموضع بالكسر فهو خرب . وفي ( العباب ) وقد خرب الموضع بالكسر فهو خرب ودار خربة ، والجمع خرب مثال كلمة وكلم ، وخرب الدار وأخربها وخربها ، فعلم من هذا أن الخرب بفتح الخاء وكسر الراء تارة تكون مفردة كما يقال : مكان خرب ، وتارة تكون جمعا كما يقال : أماكن خرب جمع خربة ، وأما خرب بكسر الخاء وفتح الراء فليس بجمع خربة ، كما زعم هؤلاء الشارحون ، وإنما جمع خربة خرب ككلمة وكلم كما ذكره الصغاني ، وقال القاضي : رواه البخاري في غير هذا الموضع " حرث " بالحاء المهملة والثاء المثلثة ، وكذا رواه مسلم في جميع طرقه ، وقال بعضهم : هو الصواب .

                                                                                                                                                                                  قوله : " يتوكأ " أي : يعتمد ، ومادته واو وكاف وهمزة ، ومنه يقال : رجل تكأة مثال تؤدة كثير الاتكاء ، وأصلها وكأة أيضا ، والمتكأة ما يتكأ عليه وهي المتكأ قال الله تعالى : وأعتدت لهن متكأ

                                                                                                                                                                                  قوله : " على عسيب " بفتح العين وكسر السين المهملتين وسكون الياء آخر الحروف ، وفي آخره باء موحدة ، قال الصغاني : العسيب من السعف فويق الكرب لم ينبت عليه الخوص وما ينبت عليه الخوص فهو السعف والجمع عسب ، وقال غيره : العسيب جريد النخل وهو عود قضبان النخل كانوا يكشطون خوصها ويتخذونها عصيا ، وكانوا يكتبون في طرفه العريض منه ، ومنه قوله في الحديث : " فجعلت أتتبعه في العسيب " يريد القرآن .

                                                                                                                                                                                  قوله : " بنفر " بفتح الفاء عدة رجال من ثلاثة إلى عشرة ، والنفير مثله ، وكذلك النفر والنفرة بالإسكان .

                                                                                                                                                                                  قوله : " من اليهود " هذا اللفظ مع اللام ودون اللام معرفة ، والمراد به اليهوديون ولكنهم حذفوا ياء النسبة كما قالوا : زنجي وزنج للفرق بين المفرد والجماعة .

                                                                                                                                                                                  ( بيان الإعراب ) قوله : " بينا أنا " قد مر غير مرة أن أصل بينا بين فأشبعت الفتحة بالألف ، والعامل فيه جوابه وهو قوله : " فمر بنفر من اليهود " لا يقال : الفاء الجزائية تمنع عمل ما بعدها فيما قبلها ، فلا يعمل مر في بينا لأنا نقول : لا نسلم أن الفاء هنا جزائية إذ ليس في بين معنى المجازاة الصريحة ، بل فيها رائحة منها ، ولئن سلمنا ولكن لا نسلم ما ذكرتم من المنع لأن النحاة قالوا في " أما زيدا فأنا ضارب " : إن العامل في زيدا هو ضارب سلمنا ذلك ، فنقول : العامل فيه مر مقدرا والمذكور يفسره ، ولنا أن نقول بين الفاء وإذا أخوة حيث استعملت الفاء ها هنا موضع إذا ، والغالب أن جواب بينا يكون بإذا وإذ ، وإن كان الأصمعي يستفصح تركهما ، وقال الكرماني : السؤال مشترك الإلزام إذ هو بعينه وارد في إذ وإذا حيث يقع شيء منهما جوابا لبين ; لأن إذ وإذا أنى كان هو مضاف إلى ما بعده ، والمضاف إليه لا يعمل في المضاف ، فبالطريق الأولى لا يعمل في المقدم على المضاف فما هو جوابكم في إذ فهو جوابنا في الفاء .

                                                                                                                                                                                  قوله : " مع النبي " حال أي : مصاحبا معه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وهو يتوكأ “ جملة اسمية وقعت حالا .

                                                                                                                                                                                  قوله : " معه " صفة لعسيب .

                                                                                                                                                                                  قوله : " من اليهود " بيان للنفر .

                                                                                                                                                                                  قوله : " سلوه " أصله اسألوه أي : النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                  قوله : " لا تسلوه " أصله لا تسألوه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " لا يجيء فيه " يجوز فيه ثلاثة أوجه :

                                                                                                                                                                                  الأول : الجزم على جواب النهي أي : لا تسألوه لا يجيء بمكروه .

                                                                                                                                                                                  الثاني : النصب على معنى لا تسألوه إرادة أن لا يجيء فيه ولا زائدة ، وهذا ماش على مذهب الكوفيين ، وقال السهيلي : النصب فيه بعيد لأنه على معنى أن .

                                                                                                                                                                                  الثالث : الرفع على القطع أي : لا يجيء فيه بشيء تكرهونه .

                                                                                                                                                                                  قلت : المراد أنه رفع على الاستئناف .

                                                                                                                                                                                  قوله : " لنسألنه " جواب لقسم محذوف .

                                                                                                                                                                                  قوله : " يا با القاسم " أصله يا أبا القاسم حذفت الهمزة من الأب تخفيفا .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فسكت " أي : رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فقمت " عطف على فقلت .

                                                                                                                                                                                  قوله : " قال " جواب قوله : " فلما انجلى " .

                                                                                                                                                                                  ( بيان المعاني ) قوله : " فقمت " أي : حتى لا أكون مشوشا عليه أو قمت حائلا بينه وبينهم .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فلما انجلى " أي : فحين انكشف الكرب الذي كان يتغشاه حال الوحي قال : ويسألونك عن الروح وسؤالهم عن الروح بقولهم : ما الروح ؟ مشكل إذ لا يعلم [ ص: 201 ] مرادهم لأن الروح جاء في القرآن على معان ; قال الله تعالى : نزل به الروح الأمين وقال : تنزل الملائكة والروح فيها وقال : روحا من أمرنا يوم يقوم الروح فلو عينوا سؤالهم لأمكنه أن يجيبهم قال هذا القائل : ويمكن أن يكون سؤالهم عن روح بني آدم لأنه مذكور في التوراة أنه لا يعلمه إلا الله ، وقالت اليهود : إن فسر الروح فليس بنبي ، فلذلك لم يجبهم ، قال عياض وغيره : اختلف المفسرون في الروح المسئول عنها ، فقيل : سألوه عن عيسى عليه الصلاة والسلام ، فقال لهم : الروح من أمر الله - يعني : إنما هو شيء من أمر الله تعالى كما تقول النصارى ، وكان ابن عباس يكتم تفسير الروح ، وعن ابن عباس وعلي رضي الله عنهم : هو ملك من الملائكة يقوم صفا وتقوم الملائكة صفا ، قال تعالى : يوم يقوم الروح والملائكة صفا وقيل : جبرائيل عليه السلام ، وقيل : القرآن لقوله تعالى : وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا وقال أبو صالح : هو خلق كخلق بني آدم ليسوا ببني آدم ، لهم أيد وأرجل ، وقيل : طائفة من الخلق لا ينزل ملك إلى الأرض إلا نزل معه أحدهم ، وقيل : ملك له أحد عشر ألف جناح وألف وجه ، يسبح الله تعالى إلى يوم القيامة ، وقيل : علم الله أن الأصلح لهم أن لا يخبرهم ما هو ; لأن اليهود قالوا : إن فسر الروح فليس بنبي ، وهذا معنى قوله : " لا تسألوه لا يجيء فيه بشيء تكرهونه " فقد جاءهم بذلك لأن عندهم في التوراة كما ذكره لهم أنه من أمر الله تعالى لن يطلع عليه أحد ، وذكر ابن إسحاق أن نفرا من اليهود قالوا : يا محمد ، أخبرنا عن أربع نسألك عنهن ، وذكر الحديث .

                                                                                                                                                                                  وفيه فقالوا : يا محمد ، أخبرنا عن الروح ، قال : أنشدكم بالله هل تعلمون جبرائيل عليه الصلاة والسلام وهو الذي يأتيني ؟ قالوا : اللهم ، نعم ، ولكنه يا محمد هو لنا عدو ، وهو ملك يأتي بالشدة وسفك الدماء ، ولولا ذلك لاتبعناك ، فأنزل الله تعالى : من كان عدوا لجبريل قال بعضهم : هذا يدل على أن سؤالهم عن الروح الذي هو جبريل والله أعلم .

                                                                                                                                                                                  وأما روح بني آدم فقال المازري : الكلام على الروح مما يدق ، وقد ألفت فيه التآليف ، وأشهرها ما قاله الأشعري : إنه النفس الداخل والخارج ، وقال القاضي أبو بكر : هو متردد بين ما قاله الأشعري وبين الحياة ، وقيل : جسم مشارك للأجسام الظاهرة والأعضاء الظاهرة ، وقيل : جسم لطيف ، خلقه الباري سبحانه ، وأجرى العادة بأن الحياة لا تكون مع فقده ، فإذا شاء الله موته أعدم هذا الجسم منه عند انعدام الحياة ، وهذا الجسم وإن كان حيا فلا يحيى إلا بحياة تختص به وهو مما يصح عليه البلوغ إلى جسم ما من الأجسام ، ويكون في مكان في العالم أو في حواصل طير خضر إلى غير ذلك مما وقع في الظواهر إلى غيره من جواهر القلب والجسم الحياة ، وقال غيرهما : هو الدم وقد ذكر بعضهم في الروح سبعين قولا .

                                                                                                                                                                                  واختلف هل الروح والنفس واحد أم لا ؟ والأصح أنهما متغايران ، فإن النفس الإنسانية هي الأمر الذي يشير إليه كل واحد منا بقوله : أنا ، وأكثر الفلاسفة لم يفرقوا بينهما ، قالوا : النفس هو الجوهر البخاري اللطيف الحامل لقوة الحياة والحس والحركة الإرادية ، ويسمونها الروح الحيوانية ، وهي الواسطة بين القلب الذي هو النفس الناطقة وبين البدن ، وقال بعض الحكماء والغزالي : النفس مجردة أي : غير جسم ولا جسماني ، وقال الغزالي : الروح جوهر محدث قائم بنفسه غير متحيز ، وإنه ليس بداخل الجسم ولا خارجا عنه ، وليس متصلا به ولا منفصلا عنه ، وذلك لعدم التحيز الذي هو شرط الكون في الجهات ، واعترض عليه بوجوه قد عرفت في موضعها .

                                                                                                                                                                                  وقيل : الروح عرض لأنه لو كان جوهرا والجواهر متساوية في الجوهرية للزم أن يكون للروح روح آخر وهو فاسد ، وقيل : إنه جوهر فرد متحيز ، وإنه خلاف الحياة القائمة بالجسم الحيواني ، وإنه حامل للصفات المعنوية .

                                                                                                                                                                                  وقيل : إنه صورة لطيفة على صورة الجسم لها عينان وأذنان ويدان ورجلان في داخل الجسم يقابل كل جزء منه عضو نظيره من البدن وهو خيال .

                                                                                                                                                                                  وقيل : إنه جسم لطيف في البدن سار فيه سريان ماء الورد فيه وعليه اعتمد عامة المتكلمين من أهل السنة .

                                                                                                                                                                                  وقد كثر الاختلاف في أمر الروح بين الحكماء والعلماء المتقدمين قديما وحديثا ، وأطلقوا أعنة النظر في شرحه وخاضوا في غمرات ماهيته فأكثرهم تاهوا في التيه ، فالأكثرون منهم على أن الله تعالى أبهم علم الروح على الخلق واستأثره لنفسه حتى قالوا : إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن عالما به .

                                                                                                                                                                                  قلت : جل منصب النبي صلى الله عليه وسلم وهو حبيب الله وسيد خلقه أن يكون غير عالم بالروح ، وكيف وقد من الله عليه بقوله : وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما وقد قال أكثر العلماء : ليس في الآية دليل على أن الروح لا يعلم ، ولا على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلمها .

                                                                                                                                                                                  قوله : " قال الأعمش " أي : سليمان بن مهران .

                                                                                                                                                                                  قوله : " هكذا في قراءتنا " رواية الكشميهني ، وفي رواية غيره : كذا في قراءتنا ، يعني : أوتوا بصيغة الغائب وليست هذه [ ص: 202 ] القراءة في السبعة ولا في المشهورة في غيرها ، وقد أغفلها أبو عبيد في كتاب القراءات له من قراءة الأعمش ، وقال النووي : أكثر نسخ البخاري ومسلم " وما أوتوا " وذكر مسلم الاختلاف في هذه اللفظة عن الأعمش ، فرواه وكيع على القراءة المشهورة ، ورواه عيسى بن يونس عنه " وما أوتوا " قال القاضي عياض : اختلف المحدثون فيما وقع من ذلك ، فذهب بعضهم إلى أن الإصلاح على الصواب ، واحتج أنه إنما قصد به الاستدلال على ما سيقت بسببه ، ولا حجة إلا في الصحيح الثابت في المصحف ، وقال قوم : تترك على حالها وينبه عليها لأن من البعيد خفاء ذلك على المؤلف ومن نقل عنه وهلم جرا ، فلعلها قراءة شاذة ، قال عياض : هذا ليس بشيء لأنه لا يحتج به في حكم ولا يقرأ في صلاة ، قال : واختلف أصحاب الأصول فيما نقل آحادا ، ومنه القراءة الشاذة كمصحف ابن مسعود وغيره هل هو حجة أم لا ، فنفاه الشافعي ، وأثبته أبو حنيفة وبنى عليه وجوب التتابع في صوم كفارة اليمين بما نقل عن مصحف ابن مسعود من قوله : ( ثلاثة أيام متتابعات ) " وبقول الشافعي : قال الجمهور : واستدلوا بأن الراوي له إن ذكره على أنه قرآن فخطأ وإلا فهو متردد بين أن يكون خبرا أو مذهبا له ، فلا يكون حجة بالاحتمال ولا خبرا لأن الخبر ما صرح الراوي فيه بالتحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فيحمل على أنه مذهب له ، وقال أبو حنيفة : إذا لم يثبت كونه قرآنا فلا أقل من كونه خبرا .

                                                                                                                                                                                  وقال الغزالي والفخر الرازي : خبر الواحد لا دليل على كونه كذبا ، وهذا خطأ قطعا ، والخبر المقطوع بكذبه لا يجوز أن يعمل به ونقله قرآنا خطأ .

                                                                                                                                                                                  قلت : لا نسلم أن هذا خطأ قطعا لأنه خبر صحابي أو خبر عنه ، وأي دليل قام على أنه خبر مقطوع بكذبه وقول الصحابي حجة عنده .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية