الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                1962 وحدثني يحيى بن أيوب وعمرو الناقد وزهير بن حرب جميعا عن ابن علية واللفظ لعمرو قال حدثنا إسمعيل بن إبراهيم عن أيوب عن محمد عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر من كان ذبح قبل الصلاة فليعد فقام رجل فقال يا رسول الله هذا يوم يشتهى فيه اللحم وذكر هنة من جيرانه كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقه قال وعندي جذعة هي أحب إلي من شاتي لحم أفأذبحها قال فرخص له فقال لا أدري أبلغت رخصته من سواه أم لا قال وانكفأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كبشين فذبحهما فقام الناس إلى غنيمة فتوزعوها أو قال فتجزعوها حدثنا محمد بن عبيد الغبري حدثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب وهشام عن محمد عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ثم خطب فأمر من كان ذبح قبل الصلاة أن يعيد ذبحا ثم ذكر بمثل حديث ابن علية وحدثني زياد بن يحيى الحساني حدثنا حاتم يعني ابن وردان حدثنا أيوب عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أضحى قال فوجد ريح لحم فنهاهم أن يذبحوا قال من كان ضحى فليعد ثم ذكر بمثل حديثهما [ ص: 100 ]

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                [ ص: 100 ] قوله : ( وذكر هنة من جيرانه ) أي حاجة .

                                                                                                                قوله في حديث أنس في الذي رخص له في جذعة المعز : ( لا أدري أبلغت رخصته من سواه أم لا ) هذا الشك بالنسبة إلى علم أنس - رضي الله عنه - وقد صرح النبي صلى الله عليه وسلم في حديث البراء بن عازب السابق بأنها لا تبلغ غيره ولا تجزي أحدا بعده .

                                                                                                                [ ص: 101 ] قوله : ( وانكفأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كبشين فذبحهما ) انكفأ : مهموز أي : مال وانعطف ، وفيه إجزاء الذكر في الأضحية ، وأن الأفضل أن يذبحها بنفسه ، وهما مجمع عليهما . وفيه : جواز التضحية بحيوانين .

                                                                                                                قوله : ( فقام الناس إلى غنيمة فتوزعوها أو قال : فتجزعوها ) هما بمعنى واحد ، وهذا شك من الراوي في إحدى اللفظتين ، وقوله : ( غنيمة ) بضم الغين تصغير الغنم .

                                                                                                                قوله في حديث محمد بن عبيد الغبري : ( ثم خطب فأمر من كان ذبح قبل الصلاة أن يعيد ذبحا ) أما ( ذبحا ) فاتفقوا على ضبطه بكسر الذال أي : حيوانا يذبح ، كقول الله تعالى : وفديناه بذبح . وأما قوله : ( أن يعيد ) فكذا هو في بعض الأصول المعتمدة بالياء من الإعادة ، وفي كثير منها ( أن يعد ) بحذف الياء ، ولكن بتشديد الدال من الإعداد ، وهو التهيئة . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية