بيان أن
nindex.php?page=treesubj&link=29648_29645_28672الكفر على ضربين: كفر تصريح، وكفر تأويل
كيف والكفر على ضربين: كفر تصريح، وكفر تأويل: فالأول: كفر بواح، وعليه تحمل الأدلة الواردة في ذلك.
والثاني: لا ينبغي أن يصرح بالتكفير لصاحبه؛ لأحاديث وردت في هذا الباب.
وقد حقق ذلك بركة الليالي والأيام
الشوكاني الإمام -قدس سره- في مؤلفاته تحقيقا شريفا، فراجعه، ولا تكن من الرافضة السابين، والمقلدة الشاتمين والمبتدعة الضالين، والمشركة المضلين، والمتصوفة الجاهلين، والفقهاء المنتحلين، والعصابة الغالين.
بل امتثل ما أمر الله به في كتابه الكريم في هذه الآية في حق الأنصار والمهاجرين، ومن تبعهم بالإحسان إلى يوم الدين.
وإني أقول في هذا المقام، وأسأل الله ذا الجلال والإكرام، أن يتقبل مني هذا
[ ص: 395 ] الدعاء والاستغفار، ولا يحرمنا من غفرانه ورضوانه، وإن جئنا بكثير الأوزار، وهو هذا الدعاء:
اللهم
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان وهم الصحابة، والعترة، وجميع سلف الأمة وأئمتها من أهل الحديث والقرآن، ومن تبعهم من آبائنا وأبنائنا ونسائنا وأمهاتنا بالإحسان مغفرة ظاهرة وباطنة، لا تغادر ذنبا، ولا تذر إثما
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا سواء تقدموا أو تأخروا
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10ربنا إنك رءوف بنا وبهم
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10رحيم إيانا وإياهم، واحشرنا في زمرة المحدثين تحت لواء سيد المرسلين، واجعله لنا شافعا ومشفعا يا أرحم الراحمين.
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=17وسيجنبها الأتقى [الليل: 17] أي: سيباعد عنها المتقي للكفر اتقاء بالغا.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15466الواحدي: الأتقى:
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- في قول جميع المفسرين.
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة: أن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر الصديق أعتق سبعة، كلهم يعذب في الله، وفيه نزلت هذه الآية، وفي الباب روايات
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=18الذي يؤتي ماله أي: يعطيه ويصرفه في وجوه الخير
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=18يتزكى أي: حال كونه يطلب أن يكون عند الله زكيا، لا يطلب رياء ولا سمعة
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=19وما لأحد عنده من نعمة تجزى أي: من شأنها أن تجازى وتكافأ، وإنما يبتغي بصدقته وجه الله تعالى، كما قال سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=20إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى أي: لكن ابتغاء وجه ربه
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=21ولسوف يرضى اللام هي الموطئة للقسم؛ أي: وتالله لسوف يرضى بما نعطيه من الكرامة والجزاء العظيم، وهو وعد من الكريم
لأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- بنيل جميع ما يبتغيه على أكمل الوجوه وأجلها؛ إذ به يتحقق الرضاء. قاله
أبو السعود.
والآية نص قاطع للنزاع في أن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر هو المخبر عنه في هذه الآية، ومن أخبر الله بإخلاصه في العمل وإرضائه، فليس لأحد أن يقول فيه ما لا يجوز شرعا وعقلا. قاتل الله
الرافضة، قد تجاوزوا الحد في حقه، وقالوا فيه، ونالوا منه ما لم يكن بحق.
[ ص: 396 ] ففي الآية رد عليهم، وعلى كل من يسيء الظن فيه، ويذكره بسوء، ويسيء الأدب به، والله مجازيه ومحاسبه يوم القيامة.
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=15قل أأنبئكم بخير من ذلكم أي: من تلك المسلتزمات، ومتاع الدنيا، وإبهام الخبر للتفخيم. ثم بينه بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=15للذين اتقوا قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: يريد: المهاجرين والأنصار.
قلت: ويدخل فيه كل من اتقى الشرك، ودخل الصحابة فيه دخولا أوليا، والعبرة بعموم المباني لا بخصوص المعاني
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=15عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=16الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=17الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار [آل عمران: 15 - 17] هذه صفات الصحابة أصلا بالذات، ويدخل فيها كل من اتصف بها، تبعا وبالعرض.
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه ذكر في «الكشاف» : أن إحدى عشرة فرقة من العرب ارتدت: ثلاث في زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسبع في زمن
nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق، وفرقة واحدة في زمن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54فسوف يأتي الله بقوم المراد بهم:
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق وجيشه من الصحابة والتابعين، الذين قاتل بهم أهل الردة.
وقال بعض الصحابة: ما ولد بعد النبيين أفضل من
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر، لقد قام مقام نبي من الأنبياء في قتال أهل الردة.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي: نزلت في الأنصار؛ لأنهم هم الذين نصروا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعانوه على إظهار الدين
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم فيه بيان أوصاف الصحابة، وبيان فضيلتهم.
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=55إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، قال: تصدق
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب بخاتم
[ ص: 397 ] وهو راكع، فأنزل الله فيه هذه الآية، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي نحوه، أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=11868أبو الشيخ، وابن عساكر. nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=56ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون أي: بالحجة والبرهان، فإنها مستمرة أبدا، لا بالدولة والصولة، وإلا فقد غلب حزب الله غير مرة، حتى في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- قاله
الكرخي.
وبالجملة: الآية دالة على فضيلة
nindex.php?page=showalam&ids=15194المرتضى كرم الله وجهه.
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة هي «غزوة تبوك»..
قال بعض أهل العلم: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- سار إلى «تبوك» في سبعين ألفا، ما بين راكب وماش من المهاجرين والأنصار وغيرهم من سائر القبائل.
فالمراد بالساعة: أوقات جميع تلك الغزاة. والجيش الذي سار يسمى جيش العسرة؛ لأنه كان عليهم عسرة في الزاد، والظهر، والماء
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=118وعلى الثلاثة الذين خلفوا [التوبة: 117- 118] وهم:
nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، أو
ابن ربيعة العامري، وهلال بن أمية الواقفي، وكلهم من الأنصار إلى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=118ثم تاب عليهم بالقول والرحمة
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=118ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم [التوبة: 117- 118] فيه تسجيل بقبول التوبة، ومحو الحوبة من هؤلاء الصحابة، وهذه فضيلة لهم عظيمة.
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=119يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله أي: في مخالفة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=119وكونوا مع الصادقين [التوبة: 119] قال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير: كونوا مع
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر. وزاد
الضحاك: وأصحابهما.
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: مع
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب. وعن
جعفر قال: مع الثلاثة الذين خلفوا.
[ ص: 398 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير: مع المهاجرين، وقيل: مع الذين خرجوا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى تبوك.
وعلى كل تقدير، فيه الأمر بالكون مع أهل الصدق، وهم جميع الصحابة من المهاجرين والأنصار وأهل البيت الأطهار.
واحتج
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر بهذه الآية على الأنصار يوم السقيفة حين قالوا: منا أمير، ومنكم أمير.
فقال: إن الله يقول في كتابه:
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=8للفقراء المهاجرين إلى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=8أولئك هم الصادقون فمن هؤلاء؟ قال الأنصار: أنتم هم، فقال: إن الله يقول:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=119وكونوا مع الصادقين فأمركم أن تكونوا معنا، ولم يأمرنا أن نكون معكم. وبالجملة: في الآية دلالة على فضل الصحابة، ونص على كونهم صادقين.
فمن أبغضهم ونسبهم إلى سوء في القول أو في العمل، فهو غير عارف بمدارك الآيات الشريفة في شأنهم، وبمعزل عن الصدق والإنصاف، مغمور في الجهل والاعتساف.
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=22ولا يأتل أي: لا يحلف
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=22أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أي: لا يؤتوا
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=22أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم [النور: 22].
هذه الآية نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- في قصة رمي
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة بالقبيح، اتفاقا من أهل العلم، وجمهور المفسرين، وفيه فضيلة له عظيمة، ودلالة على غفران الله له.
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=16تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا فيه دليل على صحة العبادة، والدعاء بالخوف والطمع، وقد حققه في «هداية السائل إلى أدلة المسائل» مؤلفه.
[ ص: 399 ] nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=16ومما رزقناهم ينفقون nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=17فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون هذه الآية نزلت في أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- باتفاق الجمهور من أهل التفسير.
عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك، قال: كانوا لا ينامون حتى يصلوا العشاء.
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=115بلال، قال: كنا نجلس في المسجد، وناس من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلون بعد المغرب العشاء
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=16تتجافى جنوبهم عن المضاجع وعن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس نحوه.
وفي الباب آثار كثيرة، وفيه بيان فضيلتهم وجزائهم الجزاء الأوفى.
والآية، وإن نزلت فيهم، فعمومها يشمل كل من اتصف بهذه الأوصاف، وهم داخلون فيها دخولا أوليا.
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب [الزمر: 9]. عن ابن عمر: أنه تلا هذه الآية، وقال: ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان. وفي لفظ: نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان. وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=56عمار بن ياسر. والأول أظهر.
وفيه بيان فضيلة الخليفة الثالث، ودلت -بفحوى الخطاب- على كونه عالما لبيبا، كما دلت على كونه عابدا، فهو من الجامعين بين العلم والعبادة والعقل.
وزعمت
الشيعة الشنيعة فيه ما لم يكن فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=30قاتلهم الله أنى يؤفكون [التوبة: 30].
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=16أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون [الأحقاف: 16] قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: نزلت هذه الآية في
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق. [ ص: 400 ] قال: نزلت فيه أيضا
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=5فأما من أعطى واتقى إلى آخر السورة.
قال
النسفي: نزلت فيه، وفي أبيه
أبي قحافة، وأمه
أم الخير، وفي أولاده، ولم يكن أحد من الصحابة من المهاجرين منهم والأنصار، أسلم هو ووالده، وبناته، غير
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر رضي الله عنه.
وبالجملة: الآية دالة على فضيلته وفضيلة أهل بيته -رضي الله عنهم- وفيها تسجيل على كونهم من أهل الجنة، وكفى بهذا شرفا.
لحا الله قوما قالوا فيه ما لا يستحق القول به، وخالفوا كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- في ذلك. وهل بعد بيانهما بيان، أو قرية بعد عبادان!
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم .
عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، قال: يعني
nindex.php?page=showalam&ids=5أبا عبيدة بن الجراح، وأبا بكر الصديق، nindex.php?page=showalam&ids=104ومصعب بن عمير، nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر بن الخطاب، nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي بن أبي طالب، قتلوا أقاربهم يوم «بدر» فنزلت فيهم؛ أي: ثناء عليهم
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22أولئك كتب في قلوبهم الإيمان ذكر القلوب؛ لأنها موضعه
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها فيه وعد بإدخالهم الجنة
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22رضي الله عنهم ورضوا عنه فيه
nindex.php?page=treesubj&link=28811نص على الترضي عنهم، وكفاهم هذا فضيلة على غيرهم من سائر المسلمين nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22أولئك حزب الله أي: جنده الذين يمتثلون أوامره، ويقاتلون أعداءه، وينصرون أولياءه.
وفي إضافتهم إلى الله تشريف لهم، وتعظيم، وتكريم فخيم
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22ألا إن حزب الله هم المفلحون [المجادلة: 22] أي: الفائزون بسعادة الدنيا والآخرة، الكاملون في الفلاح، الذين صار فلاحهم هو الفرد الكامل، حتى كان فلاح غيرهم بالنسبة إلى فلاحهم كلا فلاح.
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=7إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية [البينة: 7]
عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله، قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل nindex.php?page=showalam&ids=8علي، فقال له [ ص: 401 ] النبي -صلى الله عليه وسلم-: والذي نفسي بيده! إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة» ونزلت هذه الآية.
فكان أصحاب محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أقبل nindex.php?page=showalam&ids=8علي، قالوا: قد جاء خير البرية. أخرجه
ابن عساكر. وفي الباب أخبار وآثار كثيرة.
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=8جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا [البينة: 8] والآية وإن كان لها سبب خاص، فالعبرة بعمومها، فيدخل فيها كل من اتصف بالإيمان والاعتمال بالأعمال الصالحات.
ويدخل فيها من نزلت فيه دخولا أوليا
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=8رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه أي: ذلك الجزاء والرضوان لمن وقعت منه الخشية لله سبحانه في الدنيا، وانتهى عن معاصيه بسببها، لا مجرد الخشية من الانهماك في معاصي الله، فإنها ليست بخشية في الحقيقة. والله أعلم.
وهذه آيات قليلة ذكرناها في هذا الباب؛ إشارة إلى أن في القرآن مثلها كثيرا جدا، طيب، بل كل ما في القرآن من بيان فضائل المؤمنين والمسلمين ومواعيدهم بالجنة، وما يتصل بها، هو نازل حقيقة في شأن الصحابة، على اختلاف قبائلهم وبيوتهم، من المهاجرين والأنصار وغيرهم.
وإنما يدخل فيه سائر الأمة باعتبار عموماته، كما تقرر في الأصول.
فالأصول في هذه الفضائل والمناقب هم الصحابة -رضي الله عن جميعهم- والفروع هم التابعون لهم بإحسان إلى آخر الدهر.
فتأمل في حال أقوام ممن أساؤوا الأدب، وممن نالوا بلسانهم الكذب.
أليس هذا القرآن عندهم بكتاب الله، أم ليس ما فيه بحق، حتى خالفوا صرائحه، وشاققوا ظواهره؟! قطع الله دابرهم، وقلل أمثالهم، وبدد شملهم، وأنزل بهم بأسه الذي لا يرده عن القوم المجرمين.
بَيَانُ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29648_29645_28672الْكُفْرَ عَلَى ضَرْبَيْنِ: كُفْرُ تَصْرِيحٍ، وَكُفْرُ تَأْوِيلٍ
كَيْفَ وَالْكُفْرُ عَلَى ضَرْبَيْنِ: كُفْرُ تَصْرِيحٍ، وَكُفْرُ تَأْوِيلٍ: فَالْأَوَّلُ: كَفْرٌ بَوَاحٌ، وَعَلَيْهِ تُحْمَلُ الْأَدِلَّةُ الْوَارِدَةُ فِي ذَلِكَ.
وَالثَّانِي: لَا يَنْبَغِي أَنَّ يُصَرَّحَ بِالتَّكْفِيرِ لِصَاحِبِهِ؛ لِأَحَادِيثَ وَرَدَتْ فِي هَذَا الْبَابِ.
وَقَدْ حَقَّقَ ذَلِكَ بَرَكَةُ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ
الشَّوْكَانِيُّ الْإِمَامُ -قُدِّسَ سِرُّهُ- فِي مُؤَلَّفَاتِهِ تَحْقِيقًا شَرِيفًا، فَرَاجِعْهُ، وَلَا تَكُنْ مِنَ الرَّافِضَةِ السَّابِّينَ، وَالْمُقَلِّدَةِ الشَّاتِمِينَ وَالْمُبْتَدِعَةِ الضَّالِّينَ، وَالْمُشْرِكَةِ الْمُضِلِّينَ، وَالْمُتَصَوِّفَةِ الْجَاهِلِينَ، وَالْفُقَهَاءِ الْمُنْتَحِلِينَ، وَالْعِصَابَةِ الْغَالِّينَ.
بَلِ امْتَثِلْ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ فِي حَقِّ الْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرِينَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِالْإِحْسَانِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
وَإِنِّي أَقُولُ فِي هَذَا الْمَقَامِ، وَأَسْأَلُ اللَّهُ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، أَنَّ يَتَقَبَّلَ مِنِّي هَذَا
[ ص: 395 ] الدُّعَاءَ وَالِاسْتِغْفَارَ، وَلَا يَحْرِمَنَا مِنْ غُفْرَانِهِ وَرِضْوَانِهِ، وَإِنْ جِئْنَا بِكَثِيرِ الْأَوْزَارِ، وَهُوَ هَذَا الدُّعَاءُ:
اللَّهُمَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَهُمُ الصَّحَابَةُ، وَالْعِتْرَةُ، وَجَمِيعُ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَالْقُرْآنِ، وَمَنِ تَبِعَهُمْ مِنْ آبَائِنَا وَأَبْنَائِنَا وَنِسَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا بِالْإِحْسَانِ مَغْفِرَةً ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً، لَا تُغَادِرُ ذَنْبًا، وَلَا تَذْرُ إِثْمًا
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آمَنُوا سَوَاءً تَقَدَّمُوا أَوْ تَأَخَّرُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ بِنَا وَبِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10رَحِيمٌ إِيَّانَا وَإِيَّاهُمْ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَةِ الْمُحَدِّثِينَ تَحْتَ لِوَاءِ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَاجْعَلْهُ لَنَا شَافِعًا وَمُشَفَّعًا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=17وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى [اللَّيْلِ: 17] أَيْ: سَيُبَاعَدُ عَنْهَا الْمُتَّقِي لِلْكُفْرِ اتِّقَاءً بَالِغًا.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15466الْوَاحِدِيُّ: الْأَتْقَى:
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فِي قَوْلِ جَمِيعِ الْمُفَسِّرِينَ.
وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16561عُرْوَةَ: أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ أَعْتَقَ سَبْعَةً، كُلَّهُمْ يُعَذَّبُ فِي اللَّهِ، وَفِيهِ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ، وَفِي الْبَابِ رِوَايَاتٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=18الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ أَيْ: يُعْطِيهِ وَيَصْرِفُهُ فِي وُجُوهِ الْخَيْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=18يَتَزَكَّى أَيْ: حَالَ كَوْنِهِ يَطْلُبُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ اللَّهِ زَكِيًّا، لَا يَطْلُبُ رِيَاءً وَلَا سُمْعَةً
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=19وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى أَيْ: مِنْ شَأْنِهَا أَنْ تُجَازَى وَتُكَافَأَ، وَإِنَّمَا يَبْتَغِي بِصَدَقَتِهِ وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى، كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=20إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى أَيْ: لَكِنِ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=21وَلَسَوْفَ يَرْضَى اللَّامُ هِيَ الْمُوَطِّئَةُ لِلْقَسَمِ؛ أَيْ: وَتَاللَّهِ لَسَوْفَ يَرْضَى بِمَا نُعْطِيهِ مِنَ الْكَرَامَةِ وَالْجَزَاءِ الْعَظِيمِ، وَهُوَ وَعْدٌ مِنَ الْكَرِيمِ
لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- بِنَيْلِ جَمِيعِ مَا يَبْتَغِيهِ عَلَى أَكْمَلِ الْوُجُوهِ وَأَجَلِّهَا؛ إِذْ بِهِ يَتَحَقَّقُ الرِّضَاءُ. قَالَهُ
أَبُو السُّعُودِ.
وَالْآيَةُ نَصٌّ قَاطِعٌ لِلنِّزَاعِ فِي أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ هُوَ الْمُخْبَرُ عَنْهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ، وَمَنْ أَخْبَرَ اللَّهُ بِإِخْلَاصِهِ فِي الْعَمَلِ وَإِرْضَائِهِ، فَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ فِيهِ مَا لَا يَجُوزُ شَرْعًا وَعَقْلًا. قَاتَلَ اللَّهُ
الرَّافِضَةَ، قَدْ تَجَاوَزُوا الْحَدَّ فِي حَقِّهِ، وَقَالُوا فِيهِ، وَنَالُوا مِنْهُ مَا لَمْ يَكُنْ بِحَقٍّ.
[ ص: 396 ] فَفِي الْآيَةِ رَدٌّ عَلَيْهِمْ، وَعَلَى كُلِّ مَنْ يُسِيءُ الظَّنَّ فِيهِ، وَيَذْكُرُهُ بِسُوءٍ، وَيُسِيءُ الْأَدَبَ بِهِ، وَاللَّهُ مُجَازِيهِ وَمُحَاسِبُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=15قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ أَيْ: مِنْ تِلْكَ الْمُسْلَتْزَمَاتِ، وَمَتَاعِ الدُّنْيَا، وَإِبْهَامُ الْخَبَرِ لِلتَّفْخِيمِ. ثُمَّ بَيَّنَهُ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=15لِلَّذِينَ اتَّقَوْا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ: يُرِيدُ: الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ.
قُلْتُ: وَيَدْخُلُ فِيهِ كُلُّ مَنِ اتَّقَى الشِّرْكَ، وَدَخَلَ الصَّحَابَةُ فِيهِ دُخُولًا أَوَّلِيًّا، وَالْعِبْرَةُ بِعُمُومِ الْمَبَانِي لَا بِخُصُوصِ الْمَعَانِي
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=15عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=16الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=17الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ [آلِ عِمْرَانَ: 15 - 17] هَذِهِ صِفَاتُ الصَّحَابَةِ أَصْلًا بِالذَّاتِ، وَيَدْخُلُ فِيهَا كُلُّ مَنِ اتَّصَفَ بِهَا، تَبَعًا وَبِالْعَرْضِ.
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ ذَكَرَ فِي «الْكَشَّافِ» : أَنَّ إِحْدَى عَشْرَةَ فِرْقَةً مِنَ الْعَرَبِ ارْتَدَّتْ: ثَلَاثٌ فِي زَمَنِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَسَبْعٌ فِي زَمَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=1الصَّدِّيقِ، وَفِرْقَةٌ وَاحِدَةٌ فِي زَمَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ الْمُرَادُ بِهِمْ:
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَجَيْشُهُ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، الَّذِينَ قَاتَلَ بِهِمْ أَهْلَ الرِّدَّةِ.
وَقَالَ بَعْضُ الصَّحَابَةِ: مَا وُلِدَ بَعْدَ النَّبِيِّينَ أَفْضَلُ مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ، لَقَدْ قَامَ مَقَامَ نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فِي قِتَالِ أَهْلِ الرِّدَّةِ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ: نَزَلَتْ فِي الْأَنْصَارِ؛ لِأَنَّهُمْ هُمُ الَّذِينَ نَصَرُوا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَعَانُوهُ عَلَى إِظْهَارِ الدِّينِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ فِيهِ بَيَانُ أَوْصَافِ الصَّحَابَةِ، وَبَيَانُ فَضِيلَتِهِمْ.
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=55إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: تَصَدَّقَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِخَاتَمٍ
[ ص: 397 ] وَهُوَ رَاكِعٌ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ هَذِهِ الْآيَةَ، وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ نَحْوُهُ، أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11868أَبُو الشَّيْخِ، وَابْنُ عَسَاكِرَ. nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=56وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهَ هُمُ الْغَالِبُونَ أَيْ: بِالْحُجَّةِ وَالْبُرْهَانِ، فَإِنَّهَا مُسْتَمِرَّةٌ أَبَدًا، لَا بِالدَّوْلَةِ وَالصَّوْلَةِ، وَإِلَّا فَقَدْ غَلَبَ حِزْبُ اللَّهِ غَيْرَ مَرَّةٍ، حَتَّى فِي زَمَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَهُ
الْكَرْخِيُّ.
وَبِالْجُمْلَةِ: الْآيَةُ دَالَّةٌ عَلَى فَضِيلَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=15194الْمُرْتَضَى كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ.
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ هِيَ «غَزْوَةُ تَبُوكَ»..
قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَارَ إِلَى «تَبُوكَ» فِي سَبْعِينَ أَلْفًا، مَا بَيْنَ رَاكِبٍ وَمَاشٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ سَائِرِ الْقَبَائِلِ.
فَالْمُرَادُ بِالسَّاعَةِ: أَوْقَاتُ جَمِيعِ تِلْكَ الْغَزَاةِ. وَالْجَيْشُ الَّذِي سَارَ يُسَمَّى جَيْشَ الْعُسْرَةِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ عَلَيْهِمْ عُسْرَةٌ فِي الزَّادِ، وَالظَّهْرِ، وَالْمَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=118وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا [التَّوْبَةِ: 117- 118] وَهُمْ:
nindex.php?page=showalam&ids=331كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ، وَمَرَارَةُ بْنُ الرَّبِيعِ، أَوِ
ابْنُ رَبِيعَةَ الْعَامِرِيُّ، وَهِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ الْوَاقِفِيُّ، وَكُلُّهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=118ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ بِالْقَوْلِ وَالرَّحْمَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=118لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [التَّوْبَةِ: 117- 118] فِيهِ تَسْجِيلٌ بِقَبُولِ التَّوْبَةِ، وَمَحْوِ الْحَوْبَةِ مِنْ هَؤُلَاءِ الصَّحَابَةِ، وَهَذِهِ فَضِيلَةٌ لَهُمْ عَظِيمَةٌ.
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=119يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ أَيْ: فِي مُخَالَفَةِ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=119وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [التَّوْبَةِ: 119] قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: كُونُوا مَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرَ. وَزَادَ
الضَّحَّاكُ: وَأَصْحَابِهِمَا.
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ: مَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَعَنْ
جَعْفَرٍ قَالَ: مَعَ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا.
[ ص: 398 ] وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ: مَعَ الْمُهَاجِرِينَ، وَقِيلَ: مَعَ الَّذِينَ خَرَجُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى تَبُوكَ.
وَعَلَى كُلِّ تَقْدِيرٍ، فِيهِ الْأَمْرُ بِالْكَوْنِ مَعَ أَهْلِ الصِّدْقِ، وَهُمْ جَمِيعُ الصَّحَابَةِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَأَهْلِ الْبَيْتِ الْأَطْهَارِ.
وَاحْتَجَّ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ بِهَذِهِ الْآيَةِ عَلَى الْأَنْصَارِ يَوْمَ السَّقِيفَةِ حِينَ قَالُوا: مِنَّا أَمِيرٌ، وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ.
فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=8لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ إِلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=8أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ فَمَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ الْأَنْصَارُ: أَنْتُمْ هُمْ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=119وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ فَأَمَرَكُمْ أَنْ تَكُونُوا مَعَنَا، وَلَمْ يَأْمُرْنَا أَنْ نَكُونَ مَعَكُمْ. وَبِالْجُمْلَةِ: فِي الْآيَةِ دَلَالَةٌ عَلَى فَضْلِ الصَّحَابَةِ، وَنَصٌّ عَلَى كَوْنِهِمْ صَادِقِينَ.
فَمَنْ أَبْغَضَهُمْ وَنَسَبَهُمْ إِلَى سُوءٍ فِي الْقَوْلِ أَوْ فِي الْعَمَلِ، فَهُوَ غَيْرُ عَارِفٍ بِمَدَارِكِ الْآيَاتِ الشَّرِيفَةِ فِي شَأْنِهِمْ، وَبِمَعْزِلٍ عَنِ الصِّدْقِ وَالْإِنْصَافِ، مَغْمُورٌ فِي الْجَهْلِ وَالِاعْتِسَافِ.
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=22وَلا يَأْتَلِ أَيْ: لَا يَحْلِفْ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=22أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أَيْ: لَا يُؤْتُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=22أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهِ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [النُّورِ: 22].
هَذِهِ الْآيَةُ نَزَلَتْ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فِي قِصَّةِ رَمْيِ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ بِالْقَبِيحِ، اتِّفَاقًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَجُمْهُورِ الْمُفَسِّرِينَ، وَفِيهِ فَضِيلَةٌ لَهُ عَظِيمَةٌ، وَدَلَالَةٌ عَلَى غُفْرَانِ اللَّهِ لَهُ.
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=16تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى صِحَّةِ الْعِبَادَةِ، وَالدُّعَاءِ بِالْخَوْفِ وَالطَّمَعِ، وَقَدْ حَقَّقَهُ فِي «هِدَايَةِ السَّائِلِ إِلَى أَدِلَّةِ الْمَسَائِلِ» مُؤَلِّفُهُ.
[ ص: 399 ] nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=16وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=17فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ هَذِهِ الْآيَةُ نَزَلَتْ فِي أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِاتِّفَاقِ الْجُمْهُورِ مِنْ أَهْلِ التَّفْسِيرِ.
عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانُوا لَا يَنَامُونَ حَتَّى يُصَلُّوا الْعِشَاءَ.
وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=115بِلَالٍ، قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ فِي الْمَسْجِدِ، وَنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلُّونَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ الْعِشَاءَ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=16تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ نَحْوُهُ.
وَفِي الْبَابِ آثَارٌ كَثِيرَةٌ، وَفِيهِ بَيَانُ فَضِيلَتِهِمْ وَجَزَائِهِمُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى.
وَالْآيَةُ، وَإِنْ نَزَلَتْ فِيهِمْ، فَعُمُومُهَا يَشْمَلُ كُلَّ مَنِ اتَّصَفَ بِهَذِهِ الْأَوْصَافِ، وَهُمْ دَاخِلُونَ فِيهَا دُخُولًا أَوَّلِيًّا.
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ [الزُّمَرِ: 9]. عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ، وَقَالَ: ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ. وَفِي لَفْظٍ: نَزَلَتْ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ. وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ: نَزَلَتْ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=56عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ. وَالْأَوَّلُ أَظْهَرَ.
وَفِيهِ بَيَانُ فَضِيلَةِ الْخَلِيفَةِ الثَّالِثِ، وَدَلَّتْ -بِفَحْوَى الْخِطَابِ- عَلَى كَوْنِهِ عَالِمًا لَبِيبًا، كَمَا دَلَّتْ عَلَى كَوْنِهِ عَابِدًا، فَهُوَ مِنَ الْجَامِعِينَ بَيْنَ الْعِلْمِ وَالْعِبَادَةِ وَالْعَقْلِ.
وَزَعَمَتِ
الشِّيعَةُ الشَّنِيعَةِ فِيهِ مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=30قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [التَّوْبَةِ: 30].
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=16أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ [الْأَحْقَافِ: 16] قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. [ ص: 400 ] قَالَ: نَزَلَتْ فِيهِ أَيْضًا
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=5فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى إِلَى آخِرِ السُّورَةِ.
قَالَ
النَّسَفِيُّ: نَزَلَتْ فِيهِ، وَفِي أَبِيهِ
أَبِي قُحَافَةَ، وَأُمِّهِ
أُمِّ الْخَيْرِ، وَفِي أَوْلَادِهِ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْهُمْ وَالْأَنْصَارِ، أَسْلَمَ هُوَ وَوَالِدُهُ، وَبَنَاتُهُ، غَيْرَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَبِالْجُمْلَةِ: الْآيَةُ دَالَّةٌ عَلَى فَضِيلَتِهِ وَفَضِيلَةِ أَهْلِ بَيْتِهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ- وَفِيهَا تَسْجِيلٌ عَلَى كَوْنِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَكَفَى بِهَذَا شَرَفًا.
لَحَا اللَّهُ قَوْمًا قَالُوا فِيهِ مَا لَا يَسْتَحِقُّ الْقَوْلَ بِهِ، وَخَالَفُوا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ رَسُولِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي ذَلِكَ. وَهَلْ بَعْدَ بَيَانِهِمَا بَيَانٌ، أَوْ قَرْيَةٌ بَعْدَ عَبَّادَانَ!
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ .
عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: يَعْنِي
nindex.php?page=showalam&ids=5أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ، وَأَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، nindex.php?page=showalam&ids=104وَمُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ، nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، nindex.php?page=showalam&ids=8وَعَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، قَتَلُوا أَقَارِبَهُمْ يَوْمَ «بَدْرٍ» فَنَزَلَتْ فِيهِمْ؛ أَيْ: ثَنَاءً عَلَيْهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ ذَكَرَ الْقُلُوبَ؛ لِأَنَّهَا مَوْضِعُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا فِيهِ وَعْدٌ بِإِدْخَالِهِمُ الْجَنَّةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ فِيهِ
nindex.php?page=treesubj&link=28811نَصٌّ عَلَى التَّرَضِّي عَنْهُمْ، وَكَفَاهُمْ هَذَا فَضِيلَةً عَلَى غَيْرِهِمْ مِنْ سَائِرِ الْمُسْلِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَيْ: جُنْدُهُ الَّذِينَ يَمْتَثِلُونَ أَوَامِرَهُ، وَيُقَاتِلُونَ أَعْدَاءَهُ، وَيَنْصُرُونَ أَوْلِيَاءَهُ.
وَفِي إِضَافَتِهِمْ إِلَى اللَّهِ تَشْرِيفٌ لَهُمْ، وَتَعْظِيمٌ، وَتَكْرِيمٌ فَخِيمٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الْمُجَادَلَةِ: 22] أَيِ: الْفَائِزُونَ بِسَعَادَةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، الْكَامِلُونَ فِي الْفَلَاحِ، الَّذِينَ صَارَ فَلَاحُهُمْ هُوَ الْفَرْدُ الْكَامِلُ، حَتَّى كَانَ فَلَاحُ غَيْرِهِمْ بِالنِّسْبَةِ إِلَى فَلَاحِهِمْ كَلَا فَلَاحٍ.
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=7إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ [الْبَيِّنَةِ: 7]
عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ، فَقَالَ لَهُ [ ص: 401 ] النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! إِنَّ هَذَا وَشِيعَتَهُ لَهُمُ الْفَائِزُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ.
فَكَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا أَقْبَلَ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ، قَالُوا: قَدْ جَاءَ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ. أَخْرَجَهُ
ابْنُ عَسَاكِرَ. وَفِي الْبَابِ أَخْبَارٌ وَآثَارٌ كَثِيرَةٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=8جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا [الْبَيِّنَةِ: 8] وَالْآيَةُ وَإِنْ كَانَ لَهَا سَبَبٌ خَاصٌّ، فَالْعِبْرَةُ بِعُمُومِهَا، فَيَدْخُلُ فِيهَا كُلُّ مَنِ اتَّصَفَ بِالْإِيمَانِ وَالِاعْتِمَالِ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَاتِ.
وَيَدْخُلُ فِيهَا مَنْ نَزَلَتْ فِيهِ دُخُولًا أَوَّلِيًّا
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=8رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ أَيْ: ذَلِكَ الْجَزَاءُ وَالرِّضْوَانُ لِمَنْ وَقَعَتْ مِنْهُ الْخَشْيَةُ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ فِي الدُّنْيَا، وَانْتَهَى عَنْ مَعَاصِيهِ بِسَبَبِهَا، لَا مُجَرَّدُ الْخَشْيَةِ مِنَ الِانْهِمَاكِ فِي مَعَاصِي اللَّهِ، فَإِنَّهَا لَيْسَتْ بِخَشْيَةٍ فِي الْحَقِيقَةِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَهَذِهِ آيَاتٌ قَلِيلَةٌ ذَكَرْنَاهَا فِي هَذَا الْبَابِ؛ إِشَارَةً إِلَى أَنَّ فِي الْقُرْآنِ مِثْلَهَا كَثِيرًا جِدًّا، طَيِّبٌ، بَلْ كُلُّ مَا فِي الْقُرْآنِ مِنْ بَيَانِ فَضَائِلِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ وَمَوَاعِيدِهِمْ بِالْجَنَّةِ، وَمَا يَتَّصِلُ بِهَا، هُوَ نَازِلٌ حَقِيقَةً فِي شَأْنِ الصَّحَابَةِ، عَلَى اخْتِلَافِ قَبَائِلِهِمْ وَبُيُوتِهِمْ، مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَغَيْرِهِمْ.
وَإِنَّمَا يَدْخُلُ فِيهِ سَائِرُ الْأُمَّةِ بِاعْتِبَارِ عُمُومَاتِهِ، كَمَا تَقَرَّرَ فِي الْأُصُولِ.
فَالْأُصُولُ فِي هَذِهِ الْفَضَائِلِ وَالْمَنَاقِبِ هُمُ الصَّحَابَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْ جَمِيعِهِمْ- وَالْفُرُوعُ هُمُ التَّابِعُونَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ.
فَتَأَمَّلْ فِي حَالِ أَقْوَامٍ مِمَّنْ أَسَاؤُوا الْأَدَبَ، وَمِمَّنْ نَالُوا بِلِسَانِهِمُ الْكَذِبَ.
أَلَيْسَ هَذَا الْقُرْآنُ عِنْدَهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، أَمْ لَيْسَ مَا فِيهِ بِحَقٍّ، حَتَّى خَالَفُوا صَرَائِحَهُ، وَشَاقَقُوا ظَوَاهِرَهُ؟! قَطَعَ اللَّهُ دَابِرَهُمْ، وَقَلَّلَ أَمْثَالَهُمْ، وَبَدَّدَ شَمْلَهُمْ، وَأَنْزَلَ بِهِمْ بَأْسَهُ الَّذِي لَا يَرُدُّهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ.