الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  131 70 - حدثنا إسماعيل قال : حدثني مالك ، عن عبد الله بن دينار ، عن عبد الله بن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وهي مثل المسلم ، حدثوني ما هي ؟ فوقع الناس في شجر البادية ، ووقع في نفسي أنها النخلة ، قال عبد الله : فاستحييت ، فقالوا : يا رسول الله ، أخبرنا بها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي النخلة ، قال عبد الله : فحدثت أبي بما وقع في نفسي ، فقال : لأن تكون قلتها أحب إلي من أن يكون لي كذا وكذا .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقة هذا الحديث للترجمة كمطابقة الحديث السابق ، وقد مر هذا الحديث في باب قول المحدث : حدثنا وأخبرنا ، وذكرنا هناك جميع تعلقاته ، وإسماعيل هو ابن أبي أويس بن أخت الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فحدثت أبي " أي : عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " لأن تكون " بفتح اللام ، وإنما قال : قلتها بالماضي مع قوله : " تكون " وهو مضارع لأن الغرض منه لأن تكون في الحال موصوفا بهذا القول الصادر في الماضي .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أحب إلي من أن يكون لي كذا وكذا " أي : من حمر النعم وغيرها ، ولفظ كذا موضوع للعدد المبهم وهو من الكنايات ، قال ابن بطال : وفي تمني عمر رضي الله عنه أن يجاوب ابنه النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بما وقع في نفسه فيه من الفقه أن الرجل يباح له الحرص على ظهور ابنه في العلم على الشيوخ وسروره بذلك .

                                                                                                                                                                                  وقيل : إنما تمنى ذلك رجاء أن يسر النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بإصابته [ ص: 214 ] فيدعو له ، وفيه أن الابن الموفق العالم أفضل مكاسب الدنيا لقوله : " لأن تكون قلتها أحب إلي من أن يكون لي كذا وكذا " .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية