الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
حديث أبي هريرة : { أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هلكت ، قال : ما شأنك ؟ قال : واقعت امرأتي في رمضان } - الحديث بطوله - متفق عليه ، وأخرجاه أيضا من حديث عائشة ، وله ألفاظ [ ص: 396 ] عند هما ، وفي حديث أبي هريرة في رواية للنسائي وابن ماجه { أطعمه عيالك }. وفي رواية الدارقطني في العلل بإسناد جيد : أن أعرابيا جاء يلطم وجهه ، وينتف شعره ، ويضرب صدره : هلك الأبعد ، ورواها مالك عن سعيد بن المسيب مرسلا ، وفي رواية الدارقطني في السنن ، فقال : هلكت وأهلكت ، وزعم الخطابي أن معلى بن منصور تفرد بها عن ابن عيينة ، وذكر البيهقي أن الحاكم نظر في كتاب معلى بن منصور ، فلم يجد هذه اللفظة فيه ، وأخرجها من رواية الأوزاعي ، وذكر أنها أدخلت على بعض الرواة في حديثه ، وأن أصحابه لم يذكروها ، قلت : وقد رواها الدارقطني من رواية سلامة بن روح ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، والله أعلم .

قوله : { إنه عليه الصلاة والسلاملم يأمر الأعرابي بالقضاء مع الكفارة }. وروي في بعض الروايات أنه قال للرجل : { واقض يوما مكانه }. أبو داود من حديث هشام بن سعد ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، وأعله ابن حزم بهشام ، وقد تابعه إبراهيم بن سعد كما رواه أبو عوانة في صحيحه ، ورواه الدارقطني من حديث أبي أويس ، وعبد الجبار بن عمر ، عن الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة وهو وهم منهما في إسناده وقد اختلف في توثيقهما وتخريجهما ، وله طريق أخرى عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، ومن طريق مالك ، عن عطاء ، عن سعيد بن المسيب مرسلا ، ومن حديث ابن جريج ، عن نافع بن جبير مرسلا ، ومن حديث أبي معشر المدني عن محمد بن كعب القرظي [ ص: 397 ] مرسلا ، وقال سعيد بن منصور : ثنا عبد العزيز بن محمد ، عن ابن عجلان ، عن المطلب بن أبي وداعة ، عن سعيد بن المسيب : { جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إني أصبت امرأتي في رمضان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تب إلى الله واستغفره ، وتصدق واقض يوما مكانه }.

التالي السابق


الخدمات العلمية