الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 394 ] باب زهده صلى الله عليه وسلم

                                                                                      وبذلك يوزن الزهد وبه يحد

                                                                                      قال الله تعالى : ( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى ( 131 ) ) [ طه ] .

                                                                                      قال بقية بن الوليد ، عن الزبيدي ، عن الزهري ، عن محمد بن عبد الله بن عباس قال : كان ابن عباس يحدث أن الله تعالى أرسل إلى نبيه صلى الله عليه وسلم ملكا من الملائكة معه جبريل عليه السلام ، فقال الملك : إن الله يخيرك بين أن تكون عبدا نبيا ، وبين أن تكون ملكا نبيا . فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كالمستشير له ، فأشار جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تواضع ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بل أكون عبدا نبيا " . قال : فما أكل بعد تلك الكلمة طعاما متكئا حتى لقي ربه تعالى .

                                                                                      وقال عكرمة بن عمار ، عن أبي زميل قال : حدثني ابن عباس ، أن عمر رضي الله عنهم قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في خزانته ، فإذا هو مضطجع على حصير ، فأدنى عليه إزاره وجلس ، وإذا الحصير قد أثر بجنبه ، فقلبت عيني في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا ليس فيها شيء من الدنيا غير قبضتين - أو قال قبضة من شعير ، وقبضة من قرظ ، نحو الصاعين ، وإذا أفيق معلق أو أفيقان ، قال : فابتدرت عيناي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما يبكيك يا ابن الخطاب " ؟ قلت : يا رسول الله ، وما لي لا أبكي وأنت صفوة الله عز وجل ورسوله وخيرته ، وهذه خزانتك ! وكسرى ، وقيصر في الثمار والأنهار ، وأنت هكذا . فقال : " يا ابن [ ص: 395 ] الخطاب أما ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا " ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : " فاحمد الله عز وجل " . أخرجه مسلم .

                                                                                      وقال معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور ، عن ابن عباس ، عن عمر في هذه القصة ، قال : فما رأيت في البيت شيئا يرد البصر إلا أهب ثلاثة ، فقلت : ادع الله يا رسول الله أن يوسع على أمتك ، فقد وسع على فارس والروم ، وهم لا يعبدون الله ، فاستوى جالسا وقال : " أفي شك أنت يا ابن الخطاب ؟ أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا " . فقلت : أستغفر الله ، وكان أقسم أن لا يدخل على نسائه شهرا من شدة موجدته عليهن حتى عاتبه الله تعالى . اتفقا عليه من حديث الزهري .

                                                                                      قرأت على إسماعيل بن عبد الرحمن المعدل ، سنة أربع وتسعين ، أخبركم العلامة أبو محمد بن قدامة ، أن شهدة بنت أبي نصر أخبرتهم ، قالت : أخبرنا أبو غالب الباقلاني قال : أخبرنا أبو علي بن شاذان قال : أخبرنا أبو سهل بن زياد قال : حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم قال : حدثنا مبارك بن فضالة ، عن الحسن ، عن أنس قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على سرير مرمول بشريط ، وتحت رأسه مرفقة حشوها ليف ، فدخل عليه ناس من أصحابه ، فيهم عمر رضي الله عنه ، فاعوج النبي صلى الله عليه وسلم اعوجاجة ، فرأى عمر أثر الشريط في جنب النبي صلى الله عليه وسلم فبكى ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " ما يبكيك " ؟ قال : كسرى وقيصر يعيثان فيما يعيثان فيه ، وأنت على هذا السرير! فقال : " أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة " ؟ قال : بلى ، [ ص: 396 ] فقال : " فهو والله كذلك " . إسناده حسن .

                                                                                      وقال المسعودي ، عن عمرو بن مرة ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله قال : اضطجع النبي صلى الله عليه وسلم على حصير ، فأثر بجلده ، فجعلت أمسحه عنه وأقول : بأبي وأمي ألا آذنتنا فنبسط لك ؟ قال : " ما لي وللدنيا ، إنما أنا والدنيا كراكب استظل تحت شجرة ، ثم راح وتركها " . هذا حديث حسن قريب من الصحة .

                                                                                      وقال يونس ، عن الزهري ، عن عبيد الله ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لو أن لي مثل أحد ذهبا ما يسرني أن تأتي علي ثلاث ليال ، وعندي منه شيء ، إلا شيء أرصده لديني " . أخرجه البخاري .

                                                                                      وقال الأعمش ، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا " . أخرجه مسلم ، والبخاري من وجه آخر .

                                                                                      وقال إبراهيم النخعي ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام تباعا من خبز بر حتى توفي . أخرجه مسلم .

                                                                                      وقال الثوري : حدثنا عبد الرحمن بن عابس بن ربيعة ، عن أبيه ، أن عائشة قالت : كنا نخرج الكراع بعد خمس عشرة فنأكله . فقلت : ولم تفعلون ؟ فضحكت وقالت : ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز مأدوم حتى لحق بالله . أخرجه البخاري .

                                                                                      وقال هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة : كنا يمر بنا الهلال [ ص: 397 ] والهلال والهلال ، ما نوقد بنار لطعام ، إلا أنه التمر والماء ، إلا أن حولنا أهل دور من الأنصار ، فيبعثون بغزيرة الشاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان للنبي صلى الله عليه وسلم من ذلك اللبن . متفق عليه .

                                                                                      وقال همام : حدثنا قتادة : كنا نأتي أنس بن مالك ، وخبازه قائم ، فقال : كلوا ، فما أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رغيفا مرققا ، حتى لحق بالله ، ولا رأى شاة سميطا بعينه قط . أخرجه البخاري .

                                                                                      وقال هشام الدستوائي ، عن يونس ، عن قتادة ، عن أنس قال : ما أكل النبي صلى الله عليه وسلم على خوان ، ولا في سكرجة ، ولا خبز له مرقق . فقلت لأنس : على ما كانوا يأكلون ؟ قال : على السفر . أخرجه البخاري .

                                                                                      وقال شعبة ، عن أبي إسحاق : سمعت عبد الرحمن بن يزيد يحدث ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خبز شعير يومين متتابعين ، حتى قبض . أخرجه مسلم .

                                                                                      وقال هشام بن أبي عبد الله ، عن قتادة ، عن أنس ، أنه مشى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بخبز شعير ، وإهالة سنخة . ولقد رهن درعه عند يهودي ، فأخذ لأهله شعيرا ، ولقد سمعته ذات يوم يقول : ما أمسى عند آل محمد صاع تمر ولا صاع حب ، وإنهم يومئذ تسعة أبيات . أخرجه البخاري .

                                                                                      وقال هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة : كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدم حشوه ليف . متفق عليه .

                                                                                      [ ص: 398 ] أخبرنا الخضر بن عبد الله بن عمر ، وأحمد بن عبد السلام ، وأحمد بن أبي الخير ، كتابة ، أن عبد المنعم بن عبد الوهاب بن كليب أجاز لهم ، قال : أخبرنا علي بن بنان قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو علي الصفار سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة ، قال : حدثنا الحسن بن عرفة قال : حدثنا عباد بن عباد المهلبي ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة ، قالت : دخلت علي امرأة من الأنصار ، فرأت فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم عباءة مثنية ، فانطلقت فبعثت إلي بفراش حشوه الصوف ، فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " ما هذا يا عائشة " ؟ قلت : فلانة رأت فراشك ، فبعثت إلي بهذا . فقال : " رديه يا عائشة " . قالت : فلم أرده وأعجبني أن يكون في بيتي ، حتى قال ذلك ثلاث مرار ، قالت : فقال : رديه فوالله لو شئت لأجرى الله معي جبال الذهب والفضة .

                                                                                      أخرجه الإمام أحمد في " الزهد " ، عن إسماعيل بن محمد ، عن عباد بن عباد وهو ثقة عن مجالد ، وليس بالقوي .

                                                                                      وأخرجه محمد بن سعد الكاتب ، عن سعيد بن سليمان الواسطي ، عن عباد بن عباد .

                                                                                      وقال زائدة : حدثنا عبد الملك بن عمير ، عن ربعي بن حراش ، عن أم سلمة ، قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساهم الوجه ، فحسبت ذلك من وجع ، فقلت : يا رسول الله ما لي أراك ساهم الوجه ؟ قال : من أجل الدنانير السبعة التي أتتنا أمس ، وأمسينا ولم ننفقهن ، فكن في خمل الفراش . هذا حديث صحيح الإسناد .

                                                                                      [ ص: 399 ] وقال بكر بن مضر ، عن موسى بن جبير ، عن أبي أمامة بن سهل قال : دخلت على عائشة أنا وعروة ، فقالت : لو رأيتما رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرض له ، وكانت عندي ستة دنانير أو سبعة ، فأمرني أن أفرقها ، فشغلني وجعه حتى عافاه الله ، ثم سألني عنها ، ثم دعا بها فوضعها في كفه فقال : ما ظن نبي الله لو لقي الله وهذه عنده .

                                                                                      وقال جعفر بن سليمان ، عن ثابت ، عن أنس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدخر شيئا لغد .

                                                                                      وقال بكار بن محمد السيريني : حدثنا ابن عون ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على بلال ، فوجد عنده صبرا من تمر ، فقال : " ما هذا يا بلال " ؟ قال : تمرا أدخره . قال : " ويحك يا بلال ، أو ما تخاف أن يكون لك بخار في النار ، أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا " . بكار ضعيف .

                                                                                      وقال معاوية بن سلام ، عن زيد ، أنه سمع أبا سلام قال : حدثني عبد الله أبو عامر الهوزني قال : لقيت بلالا مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحلب ، فقلت : حدثني كيف كانت نفقة النبي صلى الله عليه وسلم . فقال : ما كان له شيء من ذلك ، إلا أنا الذي كنت ألي ذلك منه ، منذ بعثه الله إلى أن توفي ، فكان إذا أتاه الإنسان المسلم ، فرآه عاريا يأمرني فأنطلق ، فأستقرض ، فأشتري البردة والشيء ، فأكسوه ، وأطعمه ، حتى اعترضني رجل من المشركين فقال : يا بلال إن عندي سعة فلا تستقرض من أحد إلا مني ، ففعلت ، فلما كان ذات يوم ، توضأت ، ثم قمت لأؤذن بالصلاة ، فإذا المشرك في عصابة من التجار ، فلما رآني قال : يا حبشي ! قلت : يا لبيه ، فتهجمني ، وقال قولا غليظا ، فقال : أتدري كم بينك وبين الشهر ؟ قلت : قريب . قال : إنما بينك وبينه أربع ليال ، فآخذك بالذي لي عليك ، فإني لم أعطك الذي أعطيتك من كرامتك ، ولا من كرامة صاحبك ، ولكن [ ص: 400 ] أعطيتك لتجب لي عبدا ، فأردك ترعى الغنم ، كما كنت قبل ذلك . فأخذ في نفسي ما يأخذ في أنفس الناس ، فانطلقت ثم أذنت بالصلاة ، حتى إذا صليت العتمة رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهله ، فاستأذنت عليه ، فأذن لي ، فقلت : يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي ، إن المشرك قال لي كذا وكذا ، وليس عندك ما تقضي عني ، ولا عندي ، وهو فاضحي ، فأذن لي أن أتي بعض هؤلاء الأحياء الذين قد أسلموا ، حتى يرزق الله رسوله ما يقضي عني . فخرجت ، حتى أتيت منزلي ، فجعلت سيفي ، وجرابي ، ورمحي ، ونعلي عند رأسي ، واستقبلت بوجهي الأفق ، فكلما نمت انتبهت ، فإذا رأيت علي ليلا نمت ، حتى انشق عمود الصبح الأول ، فأردت أن أنطلق ، فإذا إنسان يسعى ، يدعو : يا بلال أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانطلقت حتى أتيته ، فإذا أربع ركائب عليهن أحمالهن ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنت ، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : " أبشر ، فقد جاءك الله بقضائك " . فحمدت الله ، قال : " ألم تمر على الركائب المناخات الأربع ؟ " قلت : بلى . قال : " فإن لك رقابهن وما عليهن " . فإذا عليهن كسوة ، وطعام أهداهن له عظيم فدك ، فحططت عنهن ، ثم عقلتهن ، ثم عمدت إلى تأذين صلاة الصبح ، حتى إذا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت إلى البقيع ، فجعلت إصبعي في أذني ، فناديت وقلت : من كان يطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم دينا فليحضر ، فما زلت أبيع وأقضي حتى لم يبق على رسول الله صلى الله عليه وسلم دين في الأرض ، حتى فضل عندي أوقيتان ، أو أوقية ونصف ، ثم انطلقت إلى المسجد ، وقد ذهب عامة النهار ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في المسجد وحده ، فسلمت عليه ، فقال لي : " ما فعل ما قبلك " ؟ قلت : قد قضى الله كل شيء كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يبق شيء . فقال : " فضل شيء " ؟ قلت : نعم ديناران . قال : " انظر أن تريحني منهما ، فلست بداخل على أحد من أهلي حتى تريحني منهما " . فلم يأتنا أحد ، فبات [ ص: 401 ] في المسجد حتى أصبح ، وظل في المسجد اليوم الثاني ، حتى كان في آخر النهار جاء راكبان ، فانطلقت بهما ، فكسوتهما ، وأطعمتهما ، حتى إذا صلى العتمة دعاني ، فقال : " ما فعل الذي قبلك " ؟ قلت : قد أراحك الله منه . فكبر وحمد الله شفقا من أن يدركه الموت ، وعنده ذلك ، ثم اتبعته ، حتى جاء أزواجه ، فسلم على امرأة امرأة ، حتى أتى مبيته . أخرجه أبو داود ، عن أبي توبة الحلبي ، عن معاوية .

                                                                                      وقال أبو الوليد الطيالسي : حدثنا أبو هاشم الزعفراني قال : حدثنا محمد بن عبد الله ، أن أنس بن مالك حدثه ، أن فاطمة رضي الله عنها جاءت بكسرة خبز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " ما هذه " ؟ قالت : قرص خبزته ، فلم تطب نفسي حتى أتيتك بهذه الكسرة . فقال : " أما إنه أول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيام " .

                                                                                      وقال أبو عاصم ، عن زينب بنت أبي طليق ، قالت حدثني حبان بن جزء - أو بحر - عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يشد صلبه بالحجر من الغرث .

                                                                                      وقال أبو غسان النهدي : حدثنا إسرائيل ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن مسروق قال : بينما عائشة تحدثني ذات يوم إذ بكت ، فقلت : ما يبكيك ؟ قالت : ما ملأت بطني من طعام فشئت أن أبكي إلا بكيت أذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان فيه من الجهد .

                                                                                      وقال خالد بن خداش : حدثنا ابن وهب قال : حدثني جرير بن حازم ، عن يونس ، عن الحسن قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " والله ما أمسى في آل محمد صاع من طعام ، وإنها لتسعة أبيات " ، والله ما قالها [ ص: 402 ] استقلالا لرزق الله ، ولكن أراد أن تتأسى به أمته . روى الأربعة " ابن سعد " عن هؤلاء .

                                                                                      وقال أبان ، عن قتادة ، عن أنس ، أن يهوديا دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى خبز شعير ، وإهالة سنخة فأجابه .

                                                                                      وقال أنس : أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم تمر ، فرأيته يأكل منه مقعيا من الجوع .

                                                                                      وقالت أسماء بنت يزيد : توفي النبي صلى الله عليه وسلم ، ودرعه مرهونة عند يهودي على شعير .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية