الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
932 - ( 5 ) - حديث : { لئن عشت إلى قابل ، لأصومن التاسع }. مسلم [ ص: 408 ] من حديث ابن عباس من وجهين عنه ، ورواه البيهقي من رواية ابن أبي ليلى ، عن داود بن علي ، عن أبيه ، عن ابن عباس بلفظ : { لئن بقيت إلى قابل ، لآمرن بصيام يوم قبله أو يوم بعده ، يوم عاشوراء }. قوله : وفي صوم التاسع معنيان منقولان عن ابن عباس : أحدهما الاحتياط فإنه ربما وقع في الهلال غلط فيظن العاشر التاسع ، وثانيهما مخالفة اليهود فإنهم لا يصومون إلا يوما واحدا ، فعلى هذا لو لم يصم التاسع استحب له صوم الحادي عشر انتهى . والمعنيان كما قال عن ابن عباس منقولان ، وكذا القياس الذي ذكره منقول عنه بل مرفوع من روايته ، وقد روى البيهقي من طريق ابن أبي ذئب ، عن شعبة مولى ابن عباس قال : كان ابن عباس يصوم عاشوراء يومين ويوالي بينهما مخافة أن يفوته . فهذا المعنى الأول ، وأما المعنى الثاني فقال الشافعي : أخبرنا سفيان أنه سمع عبيد الله بن أبي يزيد يقول : سمعت ابن عباس يقول : " صوموا التاسع والعاشر ، ولا تشبهوا باليهود " . وفي رواية للبيهقي عن ابن عباس مرفوعا : { لإن بقيت لآمرن بصيام يوم قبله أو يوم بعده }. كما تقدم ، وفي رواية له : { صوموا عاشوراء ، وخالفوا اليهود ، صوموا قبله يوما أو بعده يوما }.

التالي السابق


الخدمات العلمية