الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7347 ) فصل : وأما البينة : فلا تكون إلا رجلين عدلين مسلمين ، يشهدان أنه مسكر ، ولا يحتاجان إلى بيان نوعه ; لأنه لا ينقسم إلى ما يوجب الحد وإلى ما لا يوجبه ، بخلاف الزنا ، فإنه يطلق على الصريح وعلى دواعيه ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم { العينان تزنيان ، واليدان تزنيان ، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه } فلهذا احتاج الشاهدان إلى تفسيره ، وفي مسألتنا لا يسمى غير المسكر مسكرا ، فلم يفتقر إلى ذكر نوعه . ولا يفتقر في الشهادة إلى ذكر عدم الإكراه ، ولا ذكر علمه أنه مسكر ; لأن الظاهر الاختيار والعلم ، وما عداهما نادر بعيد ، فلم يحتج إلى بيانه ، ولذلك لم يعتبر ذلك في شيء من الشهادات ، ولم يعتبره عثمان في الشهادة على الوليد بن عقبة ، ولا اعتبره عمر في الشهادة على قدامة بن مظعون ، ولا في الشهادة على المغيرة بن شعبة ، ولو شهدا بعتق أو طلاق ، لم يفتقر إلى ذكر الاختيار ، كذا هاهنا .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية