الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : فترى الذين في قلوبهم مرض الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن عطية : فترى الذين في قلوبهم مرض كعبد الله بن أبي، يسارعون فيهم في ولايتهم . [ ص: 351 ] وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد : فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم قال : هم المنافقون، في مصانعة اليهود وملاحاتهم، واسترضاعهم أولادهم إياهم، يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة يقولون : نخشى أن تكون الدائرة لليهود بالفتح حينئذ، فعسى الله أن يأتي بالفتح على الناس عامة، أو أمر من عنده خاصة للمنافقين، فيصبحوا المنافقون، على ما أسروا في أنفسهم من شأن يهود، نادمين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن السدي : فترى الذين في قلوبهم مرض قال : شك، يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة والدائرة : ظهور المشركين عليهم، فعسى الله أن يأتي بالفتح فتح مكة، أو أمر من عنده قال : والأمر هو الجزية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، عن قتادة في قوله : فترى الذين في قلوبهم مرض قال : أناس من المنافقين كانوا يوادون اليهود ويناصحونهم دون المؤمنين، قال الله تعالى : فعسى الله أن يأتي بالفتح أي بالقضاء أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم [ ص: 352 ] نادمين

                                                                                                                                                                                                                                      .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن سعد، وسعيد بن منصور ، وابن أبي حاتم ، عن عمرو، أنه سمع ابن الزبير يقرأ : (فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم من موادتهم اليهود ومن غشهم الإسلام وأهله نادمين) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وابن أبي حاتم ، عن عمرو، أنه سمع ابن الزبير يقرأ : (فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبح الفساق على ما أسروا في أنفسهم نادمين)، قال عمرو : لا أدري كانت قراءته أم فسر .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية