الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
باب مناقب فاطمة عليها السلام وقال النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة سيدة نساء أهل الجنة
3556 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11928أبو الوليد حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة عن nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار عن nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة عن nindex.php?page=showalam&ids=83المسور بن مخرمة رضي الله عنهما nindex.php?page=hadith&LINKID=653483أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال nindex.php?page=treesubj&link=31325فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني
قوله : ( باب nindex.php?page=treesubj&link=31323مناقب فاطمة ) أي بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأمها خديجة عليها السلام ، ولدت فاطمة في الإسلام ، وقيل : قبل البعثة ، nindex.php?page=treesubj&link=30737وتزوجها علي رضي الله عنه بعد بدر في السنة الثانية ، وولدت له nindex.php?page=treesubj&link=31335وماتت سنة إحدى عشرة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - بستة أشهر وقد ثبت في الصحيح من حديث [ ص: 132 ] عائشة ، وقيل : بل عاشت بعده ثمانية وقيل : ثلاثة . وقيل : شهرين . وقيل : شهرا واحدا ، ولها أربع وعشرون سنة وقيل غير ذلك فقيل : إحدى وقيل : خمس وقيل : تسع وقيل : عاشت ثلاثين سنة وسيأتي من مناقب فاطمة في ذكر أمها خديجة في أول السيرة النبوية . وأقوى ما يستدل به على تقديم فاطمة على غيرها من نساء عصرها ومن بعدهن ما ذكر من قوله - صلى الله عليه وسلم - أنها nindex.php?page=treesubj&link=31330_31979سيدة نساء العالمين إلا مريم ، وأنها رزئت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - دون غيرها من بناته فإنهن متن في حياته فكن في صحيفته ومات هو في حياتها فكان في صحيفتها ، وكنت أقول ذلك استنباطا إلى أن وجدته منصوصا : قال أبو جعفر الطبري في تفسير آل عمران من التفسير الكبير من طريق فاطمة بنت الحسين بن علي : إن جدتها فاطمة قالت : nindex.php?page=hadith&LINKID=889466دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما وأنا عند عائشة فناجاني فبكيت ، ثم ناجاني فضحكت ، فسألتني عائشة عن ذلك فقلت : لقد علمت أأخبرك بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فتركتني ، فلما توفي سألت فقلت : ناجاني فذكر الحديث في معارضة جبريل له بالقرآن مرتين وأنه قال : أحسب أني ميت في عامي هذا ; وأنه لم ترزأ امرأة من نساء العالمين مثل ما رزئت ، فلا تكوني دون امرأة منهن صبرا ، فبكيت ، فقال : أنت nindex.php?page=treesubj&link=31330_31979_30396سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم فضحكت . قلت : وأصل الحديث في الصحيح دون هذه الزيادة .
قوله : ( وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=889430فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ) هو طرف من حديث وصله المؤلف في " علامات النبوة " وعند nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من حديث حذيفة بسند جيد nindex.php?page=hadith&LINKID=889467أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - ملك وقال : إن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وقد تقدم في آخر أحاديث الأنبياء ما ورد في بعض طرقه من ذكر مريم عليها السلام وغيرها مشاركة لها في ذلك .
قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة ) كذا رواه عنه nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار ، وتابعه الليث وابن لهيعة وغيرهما رواه أيوب عن nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة فقال : عن عبد الله بن الزبير ، أخرجه الترمذي وصححه وقال . يحتمل أن يكون nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة سمعه منهما جميعا ، ورجح nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني وغيره طريق المسور ، والأول أثبت بلا ريب لأن المسور قد روى في هذا الحديث قصة مطولة قد تقدمت في " باب أصهار النبي - صلى الله عليه وسلم - " . نعم يحتمل أن يكون ابن الزبير سمع هذه القطعة فقط أو سمعها من المسور فأرسلها .
قوله : ( بضعة ) بفتح الموحدة وحكي ضمها وكسرها أيضا وسكون المعجمة أي قطعة لحم .
قوله : ( فمن أغضبها أغضبني ) استدل به السهيلي على أن nindex.php?page=treesubj&link=10036من سبها فإنه يكفر ، وتوجيهه أنها تغضب ممن سبها ، وقد سوى بين غضبها وغضبه ومن أغضبه - صلى الله عليه وسلم - يكفر وفي هذا التوجيه نظر لا يخفى ، وسيأتي بقية ما يتعلق بفضلها في ترجمة والدتها خديجة إن شاء الله تعالى ، وفيه أنها nindex.php?page=treesubj&link=31323أفضل بنات النبي - صلى الله عليه وسلم - وأما ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي وغيره من حديث عائشة في قصة مجيء nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة بزينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة وفي آخره قال النبي - صلى الله عليه وسلم - هي أفضل بناتي أصيبت في - فقد [ ص: 133 ] أجاب عنه بعض الأئمة بتقدير ثبوته بأن ذلك كان متقدما ، ثم وهب الله لفاطمة من الأحوال السنية والكمال ما لم يشاركها أحد من نساء هذه الأمة مطلقا والله أعلم . وقد مضى تقرير أفضليتها في ترجمة مريم من حديث الأنبياء ، ويأتي أيضا في ترجمة خديجة إن شاء الله تعالى .