الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب في ثواب العتق

                                                                      3964 حدثنا عيسى بن محمد الرملي حدثنا ضمرة عن إبراهيم بن أبي عبلة عن الغريف بن الديلمي قال أتينا واثلة بن الأسقع فقلنا له حدثنا حديثا ليس فيه زيادة ولا نقصان فغضب وقال إن أحدكم ليقرأ ومصحفه معلق في بيته فيزيد وينقص قلنا إنما أردنا حديثا سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم قال أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في صاحب لنا أوجب يعني النار بالقتل فقال أعتقوا عنه يعتق الله بكل عضو منه عضوا منه من النار

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( إبراهيم بن أبي عبلة ) بفتح العين المهملة وسكون الباء الموحدة ثقة شامي ( عن الغريف ) بفتح الغين المعجمة وكسر الراء ( ابن الديلمي ) بفتح الدال قال الحاكم في المستدرك : الغريف هذا لقب لعبد الله بن الديلمي ذكره السيوطي . وفي التقريب : الغريف بفتح أوله ابن عياش بتحتانية ومعجمة ابن فيروز الديلمي وقد ينسب إلى جده مقبول وفي جامع الأصول هو الغريف بن عياش الديلمي انتهى *****( وإنما أردنا حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( في صاحب لنا ) أي : في شأن صاحب لنا مات وأوجب على نفسه النار .

                                                                      وعند ابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك عن واثلة قال كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك فإذا نفر من بني سليم فقالوا : إن صاحبنا قد أوجب الحديث ( أوجب ) أي : من وصفه أنه استحق لولا الغفران ( يعني ) هذا كلام الغريف يريد أن واثلة يريد بالمفعول المحذوف في أوجب ( النار ) وقوله ( بالقتل ) متعلق بأوجب من تتمة كلام واثلة فجملة يعني النار معترضة للبيان ( أعتقوا عنه ) أي : عن قتله وعوضه ( بكل عضو منه ) أي : من العبد المعتق بفتح التاء ( عضوا منه ) أي : من القاتل ( من النار ) متعلق بيعتق ولعل المقتول كان من المعاهدين وقد قتله خطأ وظنوا أن الخطأ موجب للنار لما فيه من نوع تقصير حيث لم يذهب طريق الحزم والاحتياط كذا في المرقاة .

                                                                      قال الخطابي : كان بعض أهل العلم يستحب أن يكون العبد المعتق غير خصي لئلا يكون ناقص العضو ليكون المعتق قد نال الموعود في عتق أعضائه كلها من النار . قال الحاكم : والحديث صحيح على شرط الشيخين .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه النسائي .




                                                                      الخدمات العلمية