الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
. ( * * * ) قوله : { إنه صلى الله عليه وسلم ، فمن بعده لم يسعوا إلا بعد الطواف }. لم أجده هكذا في حديث مخصوص ، وإنما أخذ بالاستقراء من الأحاديث الصحيحة ، وهو كذلك في الصحيحين عن ابن عمر ، وفي المعجم الصغير للطبراني عن جابر ، ونحو ذلك قوله : في آخر الفصل المعقود للسعي : وجميع ما ذكرناه من وظائف السعي ، أي من التهليل والتكبير مما يقوله على الصفا ، وفي الرقي على الصفا حتى يرى البيت ، والمشي بينه وبين الصفا والمروة والعدو في بعضه ، والدعاء في السعي كل ذلك مشهور في الأخبار ، انتهى ، فأما ما يقوله على الصفا من التهليل ، والتكبير ، فهو في حديث جابر الطويل عند مسلم بنحوه ، وفيه أيضا أنه رقى على الصفا حتى رأى البيت ، وفيه أيضا المشي بين الصفا المروة ، والعدو في بعضه ، وأما الدعاء في السعي يقول : { اللهم اغفر وارحم ، وتجاوز عما تعلم ، إنك أنت الأعز الأكرم }فرواه الطبراني في الدعاء وفي الأوسط من حديث ابن مسعود : { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 480 ] كان إذا سعى بين الصفا والمروة في بطن المسيل قال : اللهم اغفر وارحم ، وأنت الأعز الأكرم }. وفي إسناده ليث بن أبي سليم وهو ضعيف . وقد رواه البيهقي موقوفا من حديث ابن مسعود : { أنه لما هبط إلى الوادي سعى } ، فقال - فذكره - وقال : هذا أصح الروايات في ذلك عن ابن مسعود ، يشير إلى تضعيف المرفوع ، وذكره المحب الطبري في الإحكام من حديث امرأة من بني نوفل : { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين الصفا والمروة : رب اغفر وارحم ، إنك أنت الأعز الأكرم }. قال المحب : رواه الملا في سيرته ويراجع إسناده ، وعن أم سلمة قالت : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سعيه : اللهم اغفر وارحم : واهد السبيل الأقوم }. رواه الملا في سيرته أيضا .

وروى البيهقي من حديث ابن عمر : أنه كان يقول ذلك بين الصفا والمروة ، مثل حديث ابن مسعود موقوفا ، وعلى هذا فقول إمام الحرمين في النهاية : صح { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في سعيه : اللهم اغفر وارحم ، واعف عما تعلم ، وأنت الأعز الأكرم { ربنا آتنا في الدنيا حسنة } }الآية وفيه نظر كثير .

قوله : يؤثر عن ابن عمر أنه كان يقول على الصفا والمروة : اللهم اعصمني بديني وطواعيتك . . . إلى آخره ، البيهقي والطبراني في كتاب الدعاء ، والمناسك له من حديثه موقوفا ، قال الضياء : إسناده جيد

التالي السابق


الخدمات العلمية