الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                7480 ( وأخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو بكر : أحمد بن إسحاق الفقيه ، أنبأ أحمد بن إبراهيم بن ملحان ، ثنا يحيى بن بكير ، ثنا الليث ، حدثني هشام بن سعد ، عن عباس بن عبد الله بن معبد بن عباس ، عن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري ، عن قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري رضي الله عنه : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه ساعيا ، فقال أبوه : لا تخرج حتى تحدث برسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهدا فلما أراد الخروج أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " يا قيس لا تأت يوم القيامة على رقبتك بعير له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة لها يعار ، ولا تكن كأبي رغال " ، فقال سعد رضي الله عنه : يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما أبو رغال ؟ قال : " مصدق بعثه صالح ، فوجد رجلا بالطائف في غنيمة قريبة من المائة شصاص إلا شاة واحدة ، وابنا صغيرا لا أم له [ ص: 158 ] فلبن تلك الشاة عيشه ، فقال صاحب الغنم : من أنت ؟ قال : أنا رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرحب ، وقال : هذه غنمي ، فخذ أيما أحببت ، فنظر إلى الشاة اللبون ، فقال : هذه ، فقال الرجل : هذا الغلام كما ترى ليس له طعام ، ولا شراب غيرها ، فقال : إن كنت تحب اللبن ، فأنا أحبه ، فقال : خذ شاتين مكانها فلم يزل يزيده ويبذل حتى بذل له خمس شياه شصاص مكانها ، فأبى عليه ، فلما رأى ذلك عمد إلى قوسه فرماه ، فقتله ، وقال : ما ينبغي لأحد أن يأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا الخبر أحد قبلي ، فأتى صاحب الغنم صالحا النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره ، فقال صالح : اللهم العن أبا رغال اللهم العن أبا رغال " ، فقال سعد بن عبادة : يا رسول الله ، اعف قيسا من السعاية .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية