الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الإمام أحمد يفرق بين التقليد والاتباع

وقد فرق أحمد بين التقليد والاتباع، فقال أبو داود: سمعته يقول: الاتباع: أن يتبع الرجل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم- وعن أصحابه، ثم هو من بعد في التابعين مخير .

وقال أيضا: لا تقلدني، ولا تقلد مالكا، ولا الثوري، ولا الأوزاعي، وخذ من حيث أخذوا. وقال: من قلة فقه الرجل أن يقلد دينه الرجل.

وقال بشر بن الوليد: قال أبو يوسف: لا يحل لأحد أن يقول مقالتنا، حتى يعلم من أين قلنا.

وقد صرح مالك بأن من ترك قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لقول إبراهيم النخعي: أنه يستتاب.

فكيف بمن ترك قول الله ورسوله لقول من هو دون إبراهيم أو مثله؟! .

وقال جعفر العرباني: حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثني الهيثم بن جميل، قال: قلت لمالك بن أنس: يا أبا عبد الله! إن عندنا قوما وضعوا كتبا، يقول أحدهم: ثنا فلان عن فلان عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، بكذا وكذا، وفلان عن إبراهيم بكذا، ويأخذ بقول إبراهيم؟

[ ص: 271 ] قال مالك: وصح عندهم قول عمر؟ قلت: إنما هي رواية كما صح عندهم قول إبراهيم.

فقال مالك: هؤلاء يستتابون.

التالي السابق


الخدمات العلمية