الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
المسألة الثانية : في هذا دليل على أنه يقبل nindex.php?page=treesubj&link=26503خبر الواحد فيما يفتقر إليه المرء ويحتاج إلى اطلاعه من حاجاته الدينية والدنيوية ، فيركب عليه الأحكام ، ويربط به الحلال والحرام . وقد جاء أيضا مثله في الإسلام ، فقد روي { nindex.php?page=hadith&LINKID=6897أن وفد هوازن لما جاءوا تائبين إلى النبي صلى الله عليه وسلم كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس ، وسألهم أن يتركوا نصيبهم لهم من السبي [ ص: 83 ] فقالوا قد طيبنا ذلك يا رسول الله قال : ارجعوا حتى يرفع إلينا } { عرفاؤكم أمركم } ، واحدها عريف ، وهي :
المسألة الثالثة : وهو فعيل بمعنى فاعل ، أي يعرف بما عند من كلف أن يعرف ما عنده . ومن حديث { nindex.php?page=hadith&LINKID=41331وفد هوازن أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب فقال : أما بعد فإن إخوانكم هؤلاء قد جاءوا تائبين ، وإني رأيت أن أرد عليهم سبيهم ، فمن أحب منكم أن يطيب بذلك فليفعل ، ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه من أول ما يفيء الله علينا فليفعل . فقال الناس : قد طيبنا ذلك يا رسول الله لهم ; فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن . فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم . فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم ، ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه أنهم قد طيبوا وأذنوا } . لفظ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : وهو النقيب أو ما فوقه ، وينطلق بالمعنيين ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نقيب الأنصار .
وينطلق في اللغة على الأمين والكفيل . واشتقاقه ; يقال : نقب الرجل على القوم ينقب إذا صار نقيبا ، وما كان الرجل نقيبا ، ولقد نقب ، وكذلك عرف عليهم إذا صار عريفا ، ولقد عرف ، وإنما قيل له نقيب ; لأنه يعرف دخيلة أمر القوم ومناقبهم ، والمناقب تطلق على الخلقة الجميلة وعلى الأخلاق الحسنة .
المسألة الرابعة : وعلى هذا انبنى nindex.php?page=treesubj&link=26503قبول المرأة لزوجها في الذي يبلغه إياها من مسائل الشريعة [ ص: 84 ] وأحكام الدين ودخول الدار بإذن الآذن ، وأحكام كثيرة لا نطول بها ; ففي هذا تنبيه عليها وعلى أنواعها " ، فألحق كل شيء بجنسه منها ، ومن هاهنا اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم النقباء ليلة العقبة .
قال nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا يقول : كانت الأنصار سبعين رجلا يعني مالك يوم العقبة ، وكان منهم اثنا عشر نقيبا ، فكان nindex.php?page=showalam&ids=168أسيد بن الحضير أحد النقباء نقيبا . قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : النقباء تسعة من الخزرج ، وثلاثة من الأوس ، منهم nindex.php?page=showalam&ids=168أسيد بن الحضير nindex.php?page=showalam&ids=5899وعمرو بن الجموح . وقال أشهب عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : كان nindex.php?page=showalam&ids=103أسعد بن زرارة أحد النقباء . وقال ابن القاسم عنه : nindex.php?page=showalam&ids=5899عمرو بن الجموح ، nindex.php?page=showalam&ids=198وعبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاريين ثم المسلمين من النقباء . قال علماؤنا : التسعة من الخزرج هم : nindex.php?page=showalam&ids=103أبو أمامة أسعد بن زرارة ، nindex.php?page=showalam&ids=3402وسعد بن الربيع بن عمرو ، nindex.php?page=showalam&ids=82وعبد الله بن رواحة بن امرئ القيس ، nindex.php?page=showalam&ids=1023والبراء بن معرور بن صخر ، nindex.php?page=showalam&ids=198وعبد الله بن عمرو بن حرام ، nindex.php?page=showalam&ids=63وعبادة بن الصامت ، nindex.php?page=showalam&ids=228وسعد بن عبادة ، والمنذر بن عمرو ، nindex.php?page=showalam&ids=5899وعمرو بن الجموح .
ومن الأوس nindex.php?page=showalam&ids=168أسيد بن الحضير ، nindex.php?page=showalam&ids=3397وسعد بن خيثمة ، ورفاعة بن عبد المنذر ، ومن الناس من يعد فيهم nindex.php?page=showalam&ids=2737أبا الهيثم بن التيهان ; فجعلهم النبي صلى الله عليه وسلم نقباء على من كان معهم وعلى من يأتي بعدهم .