الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 1086 ) فصل : وهو سنة مؤكدة ، قال أحمد : من ترك الوتر عمدا فهو رجل سوء ، ولا ينبغي أن تقبل له [ ص: 453 ] شهادة . وأراد المبالغة في تأكيده ; لما قد ورد فيه من الأحاديث في الأمر به ، والحث عليه ، فخرج كلامه مخرج كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإلا فقد صرح في رواية حنبل ، فقال : الوتر ليس بمنزلة الفرض ، فلو أن رجلا صلى الفريضة وحدها ، جاز له وهما سنة مؤكدة ; الركعتان قبل الفجر والوتر ، فإن شاء قضى الوتر ، وإن شاء لم يقضه ، وليس هما بمنزلة المكتوبة . واختلف أصحابنا في الوتر وركعتي الفجر ، فقال القاضي : ركعتا الفجر آكد من الوتر ; لاختصاصهما بعدد لا يزيد ولا ينقص ، فأشبها المكتوبة . وقال غيره : الوتر آكد . وهو أصح ; لأنه مختلف في وجوبه ، وفيه من الأخبار ما لم يأت مثله في ركعتي الفجر ، لكن ركعتا الفجر تليه في التأكيد ، والله أعلم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية