الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              941 [ 485 م ] وعنه ، قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نهض من الركعة الثانية استفتح القراءة بالحمد لله رب العالمين ، ولم يسكت . .

                                                                                              قال الشيخ أبو العباس : ذكره مسلم منقطعا ، فقال : وحدثت عن يحيى بن حسان ، وهو أحد الأربعة عشر حديثا المنقطعة الواقعة في كتابه ، وقد وصله أبو بكر البزار . رواه مسلم (599)، وانظر مسند أبي عوانة (2 \ 99)، والسنن الكبرى للبيهقي (2 \ 196) .

                                                                                              [ ص: 216 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 216 ] (60) ومن باب : السكوت بين التكبير والقراءة

                                                                                              قوله : سكت هنيئة قبل أن يقرأ ; هنيئة بضم الهاء ، وياء التصغير ، وهمزة مفتوحة - كحطيئة - رواية الجمهور ، وعند الطبري : هنيهة ، يبدل من الهمزة هاء ، تصغير هنة ، وهن ، وهنة ; كناية عن أسماء الأجناس ، هذا هو المعروف . وقد رأيت لأبي الحسن بن خروف : هن ، كناية عن كل اسم نكرة عاقل ; كفلان في الأعلام . وفيه لغتان : هنوك ، وهنك .

                                                                                              وسكوته - صلى الله عليه وسلم - هنا - إنما كان للدعاء ، كما بينه - صلى الله عليه وسلم - ، فلا حجة فيه لمن يرى أنه سكوت الإمام ، حتى يقرأ من خلفه الفاتحة ، وبدليل أنه - صلى الله عليه وسلم - كان لا يسكت إذا [ ص: 217 ] نهض في الركعة الثانية . وهذا الدعاء منه - صلى الله عليه وسلم - على جهة المبالغة في طلب غفران الذنوب ، وتبرئته منها ، وقد تقدم القول في باقي الحديث .




                                                                                              الخدمات العلمية