الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
ثبت في " صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم " : عنه صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=16003049أن nindex.php?page=treesubj&link=33486_9249_9250رجلا ادعى على آخر أنه قتل أخاه ، فاعترف ، فقال : " دونك صاحبك " ، فلما ولى ، قال : " إن قتله ، فهو مثله " ، فرجع فقال : إنما أخذته بأمرك ، فقال صلى الله عليه وسلم : " أما تريد أن يبوء بإثمك وإثم صاحبك ؟ " فقال : بلى ، فخلى سبيله .
وفي قوله : " فهو مثله " ، قولان ، أحدهما : أن القاتل إذا قيد منه ، سقط ما عليه ، فصار هو والمستقيد بمنزلة واحدة ، وهو لم يقل : إنه بمنزلته قبل القتل ، وإنما قال : إن قتله فهو مثله ، وهذا يقتضي المماثلة بعد قتله ، فلا إشكال في الحديث ، وإنما فيه التعريض لصاحب الحق بترك القود والعفو .
والثاني : أنه إن كان لم يرد قتل أخيه فقتله به ، فهو متعد مثله إذ كان القاتل متعديا بالجناية ، والمقتص متعد بقتل من لم يتعمد القتل ، ويدل على هذا التأويل ما روى nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد في " مسنده " : من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=16003050قتل رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدفعه إلى ولي المقتول ، فقال القاتل : يا رسول الله! ما أردت قتله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للولي : [ ص: 8 ] " أما إنه إذا كان صادقا ، ثم قتلته دخلت النار " ، فخلى سبيله . وفي كتاب ابن حبيب في هذا الحديث زيادة ، وهي : قال النبي صلى الله عليه وسلم : عمد يد ، وخطأ قلب .