الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( قال ) : وليس في السمك واللؤلؤ والعنبر يستخرج من البحر شيء في قول أبي حنيفة رحمه الله تعالى ، وقال أبو يوسف في العنبر الخمس ، وكذلك في اللؤلؤ عنده ذكره في الجامع الصغير . أما السمك فهو من الصيود ، وليس في صيد البر شيء على من أخذه فكذلك في صيد البحر . وأما العنبر واللؤلؤ فقد احتج أبو يوسف رحمه الله تعالى بما روي أن يعلى بن أمية كتب إلى عمر بن الخطاب [ ص: 213 ] رضي الله عنه يسأله عن عنبر وجد على الساحل فكتب إليه في جوابه أنه مال الله يؤتيه من يشاء وفيه الخمس ، ولأن نفيس ما يوجد في البحر معتبر بنفيس ما يوجد في البر وهو الذهب والفضة فيجب فيه الخمس . وأبو حنيفة ومحمد استدلا بما روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال في العنبر : إنه شيء دسره البحر فلا شيء فيه ، وحديث عمر محمول على الجيش دخلوا أرض الحرب فيصيبون العنبر في الساحل ، وعندنا في هذا الخمس ; لأنه غنيمة ، ثم وجوب الخمس فيما يوجد في الركاز لمعنى لا يوجد ذلك المعنى في الموجود في البحر وهو أنه كان في يد أهل الحرب وقع في يد المسلمين بإيجاف الخيل والركاب وما في البحر ليس في يد أحد قط ; لأن قهر الماء يمنع قهر غيره ، ولهذا قال مشايخنا : لو وجد الذهب والفضة في قعر البحر لم يجب فيهما شيء . ثم الناس تكلموا في اللؤلؤ فقيل : إن مطر الربيع يقع في الصدف فيصير لؤلؤا فعلى هذا أصله من الماء ، وليس في الماء شيء ، وقيل : إن الصدف حيوان تخلق فيه اللؤلؤ ، وليس في الحيوان شيء وهو نظير ظبي المسك يوجد في البر فإنه لا شيء فيه ، وكذلك العنبر فقيل أنه نبت ينبت في البحر بمنزلة الحشيش في البر ، وقيل : إنه شجرة تتكسر فيصيبها الموج فيلقيها على الساحل ، وليس في الأشجار شيء ، وقيل : إنه خثى دابة في البحر ، وليس في أخثاء الدواب شيء

التالي السابق


الخدمات العلمية