الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1542 - ( 4 ) - قوله : ما كان له أن يأكل البصل ، والثوم ، والكراث ، وهل كان حراما عليه ، فيه وجهان ، أشبههما لا .

وقوله : والأشبه . إلى آخره يؤخذ مما رواه ابن خزيمة وغيره من طريق جابر بن سمرة ، عن أبي أيوب نحو ما أخرجه مسلم ، وزاد : { إني أستحي من ملائكة الله وليس بمحرم }. وللحاكم من طريق سفيان بن وهب ، عن أبي أيوب أنه { أرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعام من خضرة فيه بصل أو كراث ، فلم ير فيه أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أن يأكله ، فقال رسول الله : إني أستحي من ملائكة الله وليس بمحرم }. ولابن خزيمة من حديث أبي سعيد : { لم يعد أن فتحت خيبر وقعنا في تلك البقلة الثوم فأكلنا أكلا شديدا ، قال : وناس جياع ، ثم قمنا إلى المسجد ، فوجد رسول الله الريح ، فقال من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربنا في مسجدنا . فقال الناس : حرمت حرمت ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا أيها الناس إنه ليس لي تحريم ما أحل الله ، ولكنها شجرة أكره ريحها ، وإنه يأتيني أنحاء من الملائكة ، فأكره أن يشموا ريحها }. وهذه الأحاديث تدل على أن النهي المطلق في حديث ابن عمر الذي أخرجه البخاري : { أنه صلى الله عليه وسلم نهى يوم خيبر عن أكل الثوم }محمول على من أراد حضور المسجد ، وقد زاد يزيد بن الهاد ، عن نافع : أن ابن عمر كان يأكله إذا طبخ . وظاهر الأحاديث أن أكل ذلك لم يكن بحرام عليه على الإطلاق ، بل في [ ص: 266 ] أبي داود والنسائي من حديث عائشة أن آخر طعام أكله رسول الله صلى الله عليه وسلم طعام فيه بصل . زاد البيهقي : أنه كان مشويا في قدر . ويؤيده حديث عمر عند مسلم : { فمن كان آكلهما ولا بد فليمتهما طبخا }. ولأبي داود ، والترمذي عن علي : { نهى عن أكل الثوم إلا مطبوخا }.

1543 - ( 5 ) - حديث : أنه أتي بقدر فيه بقول ، فوجد لها ريحا فقربها إلى بعض أصحابه وقال : { كل فإني أناجي من لا تناجي }. متفق عليه من حديث جابر .

التالي السابق


الخدمات العلمية