الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
559 - ( 6 ) - حديث : روي أنه صلى الله عليه وسلم قال : { من صلى لله أربعين يوما في جماعة ، يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان : براءة من النار ، وبراءة من النفاق } الترمذي من حديث أنس وضعفه ، ورواه البزار واستغربه .

قلت : روي عن أنس ، عن عمر . رواه ابن ماجه ، وأشار إليه الترمذي ، وهو في سنن سعيد بن منصور عنه ، وهو ضعيف أيضا مداره على إسماعيل بن عياش وهو ضعيف في غير الشاميين ، وهذا من روايته عن مدني وذكر الدارقطني الاختلاف فيه في العلل وضعفه ، وذكر أن قيس بن الربيع وغيره روياه عن أبي العلاء ، عن حبيب بن أبي ثابت قال : وهو وهم ، وإنما هو حبيب الإسكافي وله طريق أخرى أوردها ابن الجوزي في العلل ، من حديث بكر بن أحمد بن محمد الواسطي ، عن يعقوب بن تحية ، عن يزيد بن هارون ، عن حميد ، عن أنس رفعه : { من صلى أربعين يوما في جماعة صلاة الفجر وصلاة العشاء ، كتب له براءة من النار ، [ ص: 59 ] وبراءة من النفاق }. وقال : بكر ويعقوب مجهولان . قوله : ووردت أخبار في إدراك التكبيرة الأولى مع الإمام نحو هذا . قلت : منها ما رواه الطبراني في الكبير والعقيلي في الضعفاء والحاكم أبو أحمد في الكنى ، من حديث أبي كاهل بلفظ المصنف وزاد : { يدرك تكبيرة الأولى }قال العقيلي : إسناده مجهول ، وقال أبو أحمد الحاكم : ليس إسناده بالمعتمد عليه .

وروى العقيلي في الضعفاء أيضا عن أبي هريرة مرفوعا : { لكل شيء صفوة ، وصفوة الصلاة التكبيرة الأولى }وقد رواه البزار وليس فيه إلا الحسن بن السكن ، لكن قال : لم يكن الفلاس يرضاه . ولأبي نعيم في الحلية من حديث عبد الله بن أبي أوفى مثله ، وفيه الحسن بن عمارة وهو ضعيف .

وروى ابن أبي شيبة في مصنفه من حديث أبي الدرداء رفعه : { لكل شيء أنف ، وإن أنف الصلاة التكبيرة الأولى ، فحافظوا عليها }. وفي إسناده مجهول ، والمنقول عن السلف في فضل التكبيرة الأولى آثار كثيرة ، وفي الطبراني عن رجل من طيئ ، [ ص: 60 ] عن أبيه أن ابن مسعود خرج إلى المسجد فجعل يهرول فقيل له : أتفعل هذا وأنت تنهى عنه ؟ قال : إنما أردت حد الصلاة التكبيرة الأولى .

التالي السابق


الخدمات العلمية