الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
800 - ( 70 ) - حديث : روي أنه صلى الله عليه وسلم قال : { من عزى مصابا فله مثل أجره }. الترمذي وابن ماجه ، والحاكم عن ابن مسعود ، والمشهور أنه من رواية علي بن عاصم وقد ضعف بسببه ، قال الترمذي : غريب لا نعرفه إلا من حديث علي بن عاصم ، قال : وقد روي موقوفا ، قال : ويقال : أكثر ما ابتلي به علي بن عاصم هذا الحديث نقموه عليه ، قال البيهقي : تفرد به علي بن عاصم ، وهو أحد ما أنكر عليه . وقال ابن عدي : قد رواه مع علي بن عاصم ، محمد بن الفضل بن عطية ، وعبد الرحمن بن مالك بن مغول .

وروي عن إسرائيل ، وقيس بن الربيع ، والثوري وغيرهم .

وروى ابن الجوزي في الموضوعات من طريق نصر بن حماد ، عن شعبة نحوه ، وقال الخطيب : رواه عبد الحكم بن منصور والحارث بن عمران الجعفري ، وجماعة مع علي بن عاصم ، وليس شيء منها ثابتا ، ويحكى عن أبي داود أنه قال : عاتب يحيى بن سعيد القطان ، علي بن عاصم في وصل هذا الحديث ، وإنما هو عندهم منقطع ، وقال له : إن أصحابك الذين سمعوه معك لا يسندونه فأبى أن يرجع ، قلت : ورواية الثوري مدارها على حماد بن الوليد وهو ضعيف جدا ، وكل المتابعين لعلي بن عاصم أضعف منه بكثير ، وليس فيها رواية يمكن التعلق بها إلا طريق إسرائيل ، فقد ذكرها صاحب الكمال من طريق وكيع عنه ، ولم أقف على إسنادها بعد ، وله شاهد أضعف منه ، طريق محمد بن عبيد الله العرزمي ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، ساقها ابن الجوزي أيضا في الموضوعات ومن شواهده حديث أبي برزة مرفوعا : { من عزى ثكلى كسي بردا في الجنة }. قال الترمذي : غريب ، [ ص: 276 ] وعن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن أبيه ، عن جده مرفوعا : { ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة ، إلا كساه الله عز وجل من حلل الكرامة يوم القيامة }. رواه ابن ماجه

التالي السابق


الخدمات العلمية