الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
981 - ( 3 ) - حديث : { لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ، ولجعلتها عمرة } ، متفق عليه من حديث جابر بلفظ : { ما أهديت ولولا أن معي الهدي لأحللت }. لفظ البخاري .

982 - ( 4 ) - حديث جابر : { أن النبي صلى الله عليه وسلم أفرد الحج } مسلم عن جابر { : أقبلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم مهلين بحج مفرد }. وفي رواية : { بالحج خالصا وحده } ، زاد أبو داود وابن ماجه : { لا يخلطه بغيره }ذكره مسلم في حديث جابر الطويل من رواية جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر ، وفي رواية لابن ماجه { : أفرد الحج }. واتفقا عليه من طريق عطاء ، عنه بلفظ : { أهل هو وأصحابه بالحج } ، وفي رواية للبيهقي من طريق أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عنه بلفظ : { أهل بالحج ليس معه عمرة }.

قوله : ورجح الشافعي رواية جابر ; لأنه أشد عناية بضبط المناسك ، وأفعال النبي صلى الله عليه وسلم من لدن خروجه صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى أن .

[ ص: 443 ] تحلل ، هو كما قال ، وهو مبين في حديث جابر الطويل في مسلم .

983 - ( 5 ) - حديث ابن عباس : { أنه صلى الله عليه وسلم أفرد الحج }. مسلم بلفظ : { أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحج ، فقدم لأربع مضين من ذي الحجة ، وقال لما صلى الصبح : من شاء أن يجعلها عمرة فليجعلها عمرة }وأخرجه البخاري في كتاب الصلاة بلفظ : { قدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لصبح رابعة يهلون بالحج } - الحديث -

984 - ( 6 ) - حديث عائشة : { أنه صلى الله عليه وسلم أفرد الحج } ، متفق عليه بلفظ : أهل بالحج . ولمسلم : { أنه عليه الصلاة والسلامأفرد الحج }وفي رواية لهما : { خرجنا ولا نذكر إلا الحج }

قوله : وأما قوله : { لو استقبلت من أمري ما استدبرت }. فإنما ذكره تطييبا لقلوب أصحابه ، وتمام الخبر ما روي عن جابر : { أن النبي صلى الله عليه وسلم أحرم إحراما مبهما ، وكان ينتظر الوحي في اختيار الوجوه الثلاثة ، فنزل الوحي بأن من ساق الهدي فليجعله حجا ، ومن لم يسق فليجعله عمرة ، وكان قد ساق الهدي دون غيره ، فأمرهم أن يجعلوا إحرامهم عمرة ويتمتعوا ، وجعل إحرامه حجا ، [ ص: 444 ] فشق عليهم ; لأنهم كانوا يعتقدون من قبل أن العمرة في أشهر الحج من أكبر الكبائر ، فأظهر النبي صلى الله عليه وسلم الرغبة في موافقتهم ، وقال : لو لم أسق الهدي }. وهذا الحديث عن جابر لا أصل له ، نعم رواه الشافعي من حديث طاوس مرسلا بلفظ : { خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة لا يسمي حجا ولا عمرة ينتظر القضاء ، يعني نزول جبريل بما يصرف إحرامه المطلق إليه ، فنزل عليه القضاء بين الصفا والمروة ، فأمر أصحابه من كان أهل بالحج ولم يكن معه هدي أن يجعلها عمرة ، وقال : لو استقبلت } - الحديث - وليس فيه التعليل المذكور في آخره ، وأما قوله : فشق عليهم لأنهم كانوا يعتقدون إلى آخره ، فدليله ما رواه ابن عباس قال : كانوا يرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور ، أخرجه الشيخان ، وقد سبق في المواقيت ، وقوله في هذا الحديث : { وليس مع أحد منهم هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم }. رواه البخاري خاصة من حديث جابر قال : { أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالحج ، وليس مع أحد منهم هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم }.

التالي السابق


الخدمات العلمية