الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 1971 ) فصل : وأما العبيد فإن كانوا لغير التجارة ، فعلى سيدهم فطرتهم . لا نعلم فيه خلافا . وإن كانوا للتجارة ، فعليه أيضا فطرتهم . وبهذا قال مالك ، والليث ، والأوزاعي ، والشافعي ، وإسحاق ، وابن المنذر .

                                                                                                                                            وقال عطاء ، والنخعي ، والثوري ، وأصحاب الرأي : لا تلزمه فطرتهم ; لأنها زكاة ولا تجب في مال واحد زكاتان ، وقد وجبت فيهم زكاة التجارة ، فيمتنع وجوب الزكاة الأخرى ، كالسائمة إذا كانت للتجارة . ولنا ، عموم الأحاديث وقول ابن عمر : { فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر على الحر والعبد } وفي حديث عمرو بن شعيب : { ألا إن صدقة الفطر واجبة على كل مسلم ، ذكر أو أنثى ، حر أو عبد ، صغير أو كبير } . ولأن نفقتهم واجبة فوجبت فطرتهم ، كعبيد القنية .

                                                                                                                                            أو نقول مسلم تجب مؤنته ، فوجبت فطرته ، كالأصل ، وزكاة الفطرة تجب على البدن ، ولهذا تجب على الأحرار ، وزكاة التجارة تجب عن القيمة ، وهي المال بخلاف السوم والتجارة ، فإنهما يجبان بسبب مال واحد ، متى كان عبيد التجارة في يد المضارب وجبت فطرتهم من مال المضاربة لأن مؤنتهم منها . وحكى ابن المنذر عن الشافعي ، أنها على رب المال . ولنا ، أن الفطرة تابعة للنفقة ، وهي من مال المضاربة ، فكذلك الفطرة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية