الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2323 ) فصل : ويكره له غسل رأسه بالسدر والخطمي ونحوهما ; لما فيه من إزالة الشعث ، والتعرض لقلع الشعر . وكرهه جابر بن عبد الله ، ومالك ، والشافعي ، وأصحاب الرأي . فإن فعل فلا فدية عليه . وبهذا قال الشافعي ، وأبو ثور ، وابن المنذر .

                                                                                                                                            وعن أحمد : عليه الفدية . وبه قال مالك ، وأبو حنيفة . وقال صاحباه : عليه صدقة ; لأن الخطمي تستلذ رائحته ، وتزيل الشعث ، وتقتل الهوام ، فوجبت به الفدية كالورس .

                                                                                                                                            ولنا ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ، في المحرم الذي وقصه بعيره { : اغسلوه بماء وسدر ، وكفنوه في ثوبيه ، ولا تحنطوه ، ولا تخمروا رأسه ; فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا } . متفق عليه . فأمر بغسله بالسدر ، مع إثبات حكم الإحرام في حقه ، والخطمي كالسدر . ولأنه ليس بطيب ، فلم تجب الفدية باستعماله كالتراب .

                                                                                                                                            وقولهم : تستلذ رائحته . ممنوع ، ثم يبطل بالفاكهة وبعض التراب . وإزالة الشعث تحصل بذلك أيضا ، وقتل الهوام لا يعلم حصوله ، ولا يصح قياسه على الورس ; لأنه طيب ، ولذلك لو استعمله في غير الغسل ، أو في ثوب لمنع منه ، بخلاف مسألتنا .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية