الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2633 ) مسألة : قال : ( ومباح لأهل السقاية والرعاة ، أن يرموا بالليل ) تروى هذه اللفظة : " الرعاة " بضم الراء وإثبات الهاء ، مثل الدعاة والقضاة . والرعاء ، بكسر الراء والمد من غير هاء ، وهما لغتان صحيحتان . قال الله تعالى : { حتى يصدر الرعاء } . وفي بعض الحديث : { أرخص للرعاة أن يرموا يوما ، ويدعوا يوما } . وإنما أبيح لهؤلاء الرمي بالليل ; لأنهم يشتغلون بالنهار برعي المواشي وحفظها ، وأهل السقاية هم الذين يسقون من بئر زمزم للحاج ، فيشتغلون بسقايتهم نهارا ، فأبيح لهم الرمي في وقت فراغهم ، تخفيفا عليهم ، فيجوز لهم رمي كل يوم في الليلة المستقبلة ، فيرمون جمرة العقبة في ليلة اليوم الأول من أيام التشريق ، ورمي اليوم الأول في ليلة الثاني ، ورمي الثاني في ليلة الثالث ، والثالث إذا أخروه إلى الغروب سقط عنهم ، كسقوطه عن غيرهم . قال عطاء : لا يرمي الليل إلا رعاء الإبل ، فأما التجار فلا . وكان مالك والشافعي ، وأبو ثور ، وأصحاب الرأي ، يقولون : من نسي الرمي إلى الليل ، رمى ، ولا شيء عليه ، من الرعاة ومن غيرهم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية