الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              ( وشرطه ) ليقع عن الركن ( أن يبدأ ) في الأولى وما بعدها من الأوتار ( بالصفا ) ، وهو بالقصر طرف جبل أبي قبيس وشهرته تغني عن تحديده ، وهو أفضل من المروة كما بينته في الحاشية ويبدأ في الثانية وما بعدها من الأشفاع بالمروة والآن عليها عقد واسع علامة على أولها [ ص: 98 ] فلو ترك خامسة مثلا جعل السابعة خامسة ، وأتى بسادسة وسابعة وذلك لما صح { أنه صلى الله عليه وسلم بدأ به أي وختم بالمروة } كما يأتي وقال { ابدءوا بما بدأ الله به } .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              حاشية ابن قاسم

                                                                                                                              ( قوله : وهو أفضل من المروة كما بينته في الحاشية ) قال في شرح الروض قال ابن عبد السلام والمروة أفضل من الصفا ؛ لأنها مرور الحاج أربع مرات والصفا مروره ثلاثا والبداءة بالصفا وسيلة إلى استقبالها قال م ر [ ص: 98 ] والطواف أفضل أركان الحج إلخ ( قوله : فلو ترك خامسة إلخ ) أقول صورة ذلك أن يذهب بعد الرابعة التي انتهاؤها بالصفا من غير السعي إلى المروة ثم يعود من المروة في المسعى إلى الصفا ثم يعود من الصفا في المسعى إلى المروة فقد ترك الخامسة ؛ لأنه بعد الرابعة لم يذهب في المسعى إلى المروة بل ذهب في غيرها فلا يحسب ذلك خامسة ، ويلزم من عدم حسبانه خامسة إلغاء السادسة التي هو عوده بعد هذا الذهاب من المروة إلى الصفا ؛ لأنها مشروطة بتقدم الخامسة عليها ولم يوجد وأما السابعة التي هي ذهابه بعد هذه السادسة من الصفا إلى المروة فقد وقعت خامسة إذا لم يتقدمها بما يعتد به إلا أربع ؛ لأن الخامسة متروكة والسادسة لغو كما تقرر فصارت السابعة خامسة واحتاج بعدها إلى سادسة وسابعة .



                                                                                                                              حاشية الشرواني

                                                                                                                              ( قوله : وشرطه ) أي شروطه نهاية ومغني ( قوله : وهو أفضل إلخ ) خلافا للنهاية والمغني والأسنى ( قوله : وشهرته ) أي الصفا ( قوله : ويبدأ ) إلى المتن في النهاية والمغني إلا قوله والآن إلى فلو ترك ( قوله : فلو ترك خامسة إلخ ) أقول صورة ذلك أن يذهب بعد الرابعة التي انتهاؤها بالصفا من غير المسعى إلى المروة ثم يعود من المروة في المسعى إلى الصفا ثم يعود من الصفا في المسعى إلى المروة فقد ترك الخامسة ؛ لأنه بعد الرابعة لم يذهب في المسعى إلى المروة بل ذهب في غيرها فلا يحسب ذلك خامسة ويلزم من عدم حسبانه خامسة إلغاء السادسة التي هي عوده بعد هذا الذهاب من المروة إلى الصفا ؛ لأنها مشروطة بتقدم الخامسة عليه ولم يوجد ، وأما السابعة التي هي ذهابه بعد هذه السادسة من الصفا إلى المروة فقد وقعت خامسة فاحتاج بعدها إلى سادسة وسابعة سم وقوله في غيرها [ ص: 98 ] الأولى التأنيث ( قوله : وقال { ابدءوا بما بدأ الله به } ) رواه النسائي بإسناد على شرط مسلم ، وهو في مسلم بلفظ { أبدأ } على الخبر لا الأمر ورواه الأربعة بلفظ { نبدأ } بالنون مغني .




                                                                                                                              الخدمات العلمية