الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ولوطا إذ قال لقومه الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن زيد في قوله : وتقطعون السبيل . قال : الطريق؛ إذا مر بهم المسافر، وهو ابن السبيل، قطعوا به وعملوا به ذلك العمل الخبيث .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : وتأتون في ناديكم المنكر قال : مجلسكم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وأحمد ، وعبد بن حميد ، والترمذي وحسنه، وابن أبي الدنيا في كتاب "الصمت"، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والشاشي في "مسنده"، والطبراني ، والحاكم وصححه، وابن مردويه ، والبيهقي في "شعب الإيمان"، وابن عساكر ، عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى : وتأتون في ناديكم المنكر قال : «كانوا يجلسون بالطريق، فيخذفون أبناء السبيل ويسخرون منهم» .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 545 ] وأخرج ابن مردويه عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف، وهو قول الله : وتأتون في ناديكم المنكر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر في قوله : وتأتون في ناديكم المنكر قال : الخذف . فقال رجل : وما لو قلت هكذا؟ فأخذ ابن عمر كفا من حصباء فضرب به وجهه وقال : في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تأخذ بالمعاريض .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله : وتأتون في ناديكم المنكر قال : الخذف .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن عكرمة : وتأتون في ناديكم المنكر قال : كانوا يخذفون الناس .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وسعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"، عن مجاهد في قوله : وتأتون في ناديكم المنكر قال : كان يجامع بعضهم بعضا في المجالس .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن قتادة وتأتون في ناديكم المنكر [ ص: 546 ] قال : كانوا يعملون الفاحشة في مجالسهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البخاري في "تاريخه"، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن عائشة في قوله : وتأتون في ناديكم المنكر قال : الضراط .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، أنه سئل عن قول الله : وتأتون في ناديكم المنكر ماذا كان المنكر الذي كانوا يأتون؟ قال : كانوا يتضارطون في مجالسهم، يضرط بعضهم على بعض، والنادي هو المجلس .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد : وتأتون في ناديكم المنكر قال : الصفير، ولعب الحمام، والجلاهق، وحل أزرار القباء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن عساكر ، عن قتادة في قوله : قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها . قال : لا تلقى المؤمن إلا يرحم المؤمن ويحوطه حيثما كان . [ ص: 547 ] وفي قوله : إلا امرأته كانت من الغابرين قال : من الباقين في عذاب الله . وفي قوله : ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا قال : ساء بقومه ظنا، يتخوفهم على أضيافه، وضاق ذرعا بضيفه مخافة عليهم، مما يعلم من شر قومه . وفي قوله : إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء قال : عذابا من السماء . وفي قوله : ولقد تركنا منها آية بينة قال : هي الحجارة التي أمطرت عليهم أبقاها الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : ولقد تركنا منها آية بينة قال : عبرة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية