الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون

                                                                                                                                                                                                                                      158 - هل ينظرون أي: أقمنا حجج الوحدانية وثبوت الرسالة، وأبطلنا ما يعتقدون من الضلالة، فما ينتظرون في ترك الضلالة بعدها إلا أن تأتيهم الملائكة أي: ملائكة الموت لقبض أرواحهم (يأتيهم) حمزة، وعلي. أو [ ص: 551 ] يأتي ربك أي: أمر ربك، وهو العذاب، أو القيامة، وهذا لأن الإتيان متشابه، وإتيان أمره منصوص عليه، محكم، فيرد إليه أو يأتي بعض آيات ربك أي: أشراط الساعة، كطلوع الشمس من مغربها وغير ذلك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لأنه ليس بإيمان اختياري، بل هو إيمان دفع العذاب والبأس عن أنفسهم لم تكن آمنت من قبل صفة "نفسا". أو كسبت في إيمانها خيرا أي: إخلاصا. كما لا يقبل إيمان الكافر بعد طلوع الشمس من مغربها، لا يقبل إخلاص المنافق أيضا، أو توبته. وتقديره: لا ينفع إيمان من لم يؤمن، ولا توبة من لم يتب قبل قل انتظروا إحدى الآيات الثلاث إنا منتظرون بكم إحداها.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية