الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( فإذا مات سن تغميضه ) لأنه صلى الله عليه وسلم { أغمض أبا سلمة ، وقال : إن الملائكة يؤمنون على ما تقولون } " رواه مسلم ولئلا يقبح منظره ويساء به الظن ( ويباح ) تغميضه ( من محرم ذكر أو أنثى ) وظاهره : لا يباح من محرم : ولعله إن أدى إلى المس أو نظر ما لا يجوز ممن لعورته حكم ، بخلاف نحو طفل وطفلة وتغميض ذكر لذكر ، وأنثى لأنثى .

                                                                          ( ويكره ) تغميضه ( من حائض وجنب ، وأن يقرباه ) أي الحائض والجنب لحديث " { لا تدخل الملائكة بيتا فيه جنب } " ( ويسن ) عند تغميضه ( قول : بسم الله وعلى وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) نصا لما رواه البيهقي عن بكر بن عبد الله المزني ولفظه " وعلى ملة رسول الله .

                                                                          صلى الله عليه وسلم " ( و ) يسن ( شد لحييه ) بعصابة أو نحوها تجمع لحييه ، ويربطها فوق رأسه ، لئلا يبقى فمه مفتوحا فتدخله الهوام ، ويتشوه خلقه ( و ) يسن ( تليين مفاصله ) برد ذراعيه إلى عضديه ثم ردهما ، ورد أصابع يديه إلى كفيه ثم يبسطهما ورد فخذيه إلى بطنه وساقيه إلى فخذيه ، ثم يمدهما لسهولة الغسل لبقاء الحرارة في البدن عقب الموت ولا يمكن تليينها بعد برودته .

                                                                          ( و ) يسن ( خلع ثيابه ) لئلا يحمي جسده فيسرع إليه الفساد ، وربما خرج منه شيء فلوثها ( و ) يسن ( ستره ) أي الميت ( بثوب ) لحديث عائشة " { أنه صلى الله عليه وسلم حين توفي سجي بثوب حبرة } " [ ص: 343 ] احتراما له وصونا عن الهوام وينبغي جعل أحد طرفيه تحت رأسه والآخر تحت رجليه لئلا ينكشف .

                                                                          ( و ) يسن ( وضع حديدة ) كمرآة وسيف وسكين ( أو نحوها ) كقطعة طين ( على بطنه ) لما روى البيهقي " أنه مات مولى لأنس عند مغيب الشمس ، فقال أنس : ضعوا على بطنه حديدا " لئلا ينتفخ بطنه ، وقدر بعضهم وزنه بنحو عشرين درهما ، ويصان عنه مصحف وكتب فقه وحديث وعلم نافع .

                                                                          ( و ) يسن ( وضعه على سرير غسله ) بعدا له عن الهوام ، ونداوة الأرض ( متوجها ) إلى القبلة ( منحدرا نحو رجليه ) فتكون رأسه أعلى ، لينصب عنه ما يخرج منه وماء غسله ( و ) يسن ( إسراع تجهيزه ) لحديث " { لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله } " رواه أبو داود وصونا له عن التغير ( إن مات غير فجأة ) أي بغتة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية