الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وإن نسي صلاة من خمس ففي إجزاء تيمم وجهان [ ص: 231 ] م 33 ) وعنه يصلي به إلى حدثه ( و هـ ) اختاره أبو محمد الجوزي وشيخنا فيرفع الحدث في الأصح لنا وللحنفية إلى القدرة على الماء ; ويتيمم لفرض ونفل معين قبل وقته ، ولنفل غير معين لا سبب له وقت النهي ، وعلى ما قبلها لا ، فيتيمم للفائتة إذا أراد فعلها ، ذكره أبو المعالي والأزجي ، وظاهر كلام جماعة ، إذا ذكرها وهو أولى ، وللكسوف عند وجوده ، وللاستسقاء إذا اجتمعوا ، وللجنازة إذا غسل الميت أو يمم لعدم ، فيقال شخص لا يصح تيممه حتى ييمم غيره وفي الانتصار يرفعه مؤقتا على رواية بالوقت ، ويبطل التيمم عن حدث أصغر بما يبطل الوضوء ، وعن أكبر بما يوجب الغسل ، وعن الحيض والنفاس بحدثيهما ، فلو تيممت بعد طهرها من الحيض له ثم أجنبت فله الوطء لبقاء حكم تيمم الحيض ، [ ص: 232 ] والوطء إنما يوجب حدث الجنابة ، وإن وطئ تيمم أيضا عن نجاسة الذكر ، إن نجسته رطوبة فرجها

                                                                                                          [ ص: 231 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 231 ] مسألة 33 ) قوله : وإن نسي صلاة من خمس ففي إجزاء تيمم وجهان ، انتهى وهذا أيضا مبني على الرواية التي تقول : إنه لا يجوز أن يصلي به إلا فريضة واحدة أحدهما : لا بد لكل صلاة من تيمم ، وهو الصحيح على هذه الرواية ، جزم به في الفصول والشيخ الموفق وابن تميم وابن حمدان والشارح وغيرهم ، والوجه الثاني يجزيه تيمم واحد ، قلت والنفس تميل إليه ، قال في الرعاية الكبرى بعد أن حكى الرواية : قلت فعليها من نسي صلاة فرض من يوم كفاه لصلاة الخمس تيمم واحد ، وإن نسي صلاة من صلاتين وجهل عينهما أعادهما بتيمم واحد ، وإن كانتا متفقتين من يومين ، وجهل جنسهما ، صلى الخمس مرتين بتيممين ، وكذا إن كانتا مختلفتين في يومين وجهلهما ، وقيل يكفي صلاة بتيممين ، وإن كانتا مختلفتي يوم ، فلكل صلاة تيمم ، وقيل في المختلفتين من يوم أو يومين يصلي الفجر والظهر والعصر بتيمم ، والظهر والعصر والمغرب والعشاء بتيمم آخر ، انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية