الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وهل فضيلة أول الوقت أفضل أم انتظاره كثرة الجمع ؟ فيه وجهان ( م 1 ) ويقدم الجماعة [ ص: 580 ] مطلقا على أول الوقت ، ذكروه في كتب الخلاف ، وصاحب المغني ، والنهاية ، وغيرهم ، ويتوجه تخريج واحتمال من التيمم أول الوقت مع ظن الماء آخر الوقت ( و ق ) وهو الصحيح عند أصحابه ، وبأن ذلك لو علم الجماعة آخر الوقت لم يلزمه التأخير في الأشهر ، ولهذا لما قاسوا مسألة التيمم على مسألة الجماعة قال القاضي عن الشافعية إنهم منعوه ، وقالوا إن تحقق الجماعة فالأفضل التأخير ، وإن رجى فالتعجيل وصلاته منفردا أول الوقت ثم يصلي جماعة أفضل للخبر .

                                                                                                          [ ص: 575 - 579 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 575 - 579 ] باب صلاة الجماعة

                                                                                                          ( مسألة 1 ) قوله : وهل فضيلة أول الوقت أفضل أم انتظار كثرة الجمع ؟ فيه وجهان انتهى ، وأطلقهما في الرعاية الكبرى ، فقال : وهل الأفضل الصلاة في أول الوقت مع قلة الجمع أو انتظار كثرته ؟ فيه وجهان ، وكذا ابن تميم ، فقال : وإذا لم يكثر الجمع فهل الأفضل انتظار كثرته أو تحصيل فضيلة أول الوقت ؟ على وجهين وكذا صاحب الحاوي الكبير ، فقال : وهل الأفضل الصلاة في أول الوقت مع قلة الجماعة [ ص: 580 ] أو انتظار كثرتها " على وجهين ، وكذا صاحب الفائق ، فقال : وهل الأولى مراعاة أول الوقت أو انتظار كثرة الجمع " على وجهين ، انتهى ، أحدهما فضيلة أول الوقت أفضل ، قال القاضي : يحتمل أن يصلي ولا ينتظر ليدرك فضيلة أول الوقت ، قلت وهو ظاهر كلام كثير من الأصحاب ، ومما يؤيد ذلك قول أكثر الأصحاب فإن صلاة الفجر في أول الوقت أفضل ، ولو قل الجمع ، وهو المذهب ، والوجه الثاني كثرة الجمع أفضل من فضيلة أول الوقت ، اختاره ابن حامد وأومأ إليه ، قلت ومما يقويه ما ثبت في الصحيح من حديث { جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في صلاة العشاء إذا كثر الناس عجل ، فإذا قلوا أخر } ، لكن هذا لمعنى مخصوص بهذه الصلاة ، قال المصنف هنا : ويقدم الجماعة مطلقا ، على أول الوقت ، ذكروه في كتب الخلاف ، والمغني والنهاية وغيرهم .




                                                                                                          الخدمات العلمية