الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      في الذمي ينقض العهد ويهرب إلى دار الحرب فيغنمه المسلمون قلت : أرأيت لو أن قوما من أهل الذمة حاربوا وقطعوا الطريق وأخافوا السبيل وقتلوا فأخذهم الإمام أيكون فيئا أم يحكم عليهم بحكم أهل الإسلام إذا حاربوا ؟

                                                                                                                                                                                      قال : أما إذا خرجوا حرابا محاربين يتلصصون ، فإنه يحكم عليهم بحكم أهل الإسلام إذا حاربوا ، وأما إذا خرجوا ومنعوا الجزية ونقضوا العهد وامتنعوا من أهل الإسلام من غير أن يظلموا ، فهؤلاء فيء وهذا إذا كان الإمام يعدل فيهم . قلت : أرأيت الذمي إذا هرب ونقض العهد ولحق بدار الحرب ، ثم ظفر به المسلمون بعد ذلك أيرد إلى جزيته ولا يقع في المقاسم ؟

                                                                                                                                                                                      قال : أراهم فيئا إذا حاربوا ونقضوا العهد من غير ظلم يركبون به فأراهم فيئا .

                                                                                                                                                                                      قال ابن القاسم : [ ص: 510 ] وإن كان ذلك من ظلم ركبوا به فأرى أن يردوا إلى ذمتهم ولا يكونوا فيئا . قلت : أتحفظه عن مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : أما ما ذكرت لك من الحرابة من أهل الذمة فهو قول مالك أحفظه عنه ، وأما الذين امتنعوا من الجزية ونقضوا العهد والإمام يعدل فيهم ، فلقد مضت في هذا السنة من الماضين فيمن نقض من أهل الذمة العهد أنهم يسبوا ، منها الإسكندرية قاتلهم عمرو بن العاص الثانية وسلطيس قوتلت ثانية وسبيت . وقال أشهب : لا يعود الحر إلى رق أبدا ويردون إلى ذمتهم ولا يكونون فيئا . ابن وهب ، قد ذكر الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب في بلهيب وسلطيس ، أنهم سبوا بعد أن نقضوا حتى دخل سبيهم المدينة ، سباهم عمرو بن العاص في زمان عمر بن الخطاب .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية