الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قال : وقال مالك : إذا خفي لرب الماشية أمر ماشيته عن هؤلاء السعاة ممن لا يعدل فليضعها مواضعها إن قدر على ذلك ، فإن أخذوها منه أجزأه ، قال : وأحب أن يهرب بها عنهم إن قدر على ذلك .

                                                                                                                                                                                      قال : وأخبرني مالك أن ابن هرمز كان إذا جاءت غنم الصدقة المدينة امتنع من شراء اللحم من السوق تلك الأيام . قال ابن مهدي عن سفيان الثوري عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه أن أبا سعيد الخدري وسعد بن مالك وأبا هريرة وعبد الله بن عمرو قالوا كلهم : يجزي ما أخذوا وإن فعلوا .

                                                                                                                                                                                      قال ابن مهدي وقال إبراهيم النخعي وسعيد بن جبير : يحتسب بما أخذ العاشر . قال ابن مهدي : وقال أنس والحسن : ما أعطيت في الطرق والجسور فهو صدقة . قال ابن وهب عن ابن لهيعة والليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال ، عمن حدثه عن أنس بن مالك أنه قال : { أتى رجل من بني تميم إلى رسول الله ، فقال يا رسول الله : إذا أديت الزكاة إلى رسولك فقد برئت منها إلى الله ورسوله ؟ فقال له رسول [ ص: 369 ] الله صلى الله عليه وسلم : نعم إذا أديتها إلى رسولي فقد برئت منها ولك أجرها وإثمها على من بدلها . }

                                                                                                                                                                                      قال ابن وهب ، وأخبرني من أثق به عن رجال من أهل العلم ، { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أما والله لولا أن الله قال : { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها } ما تركتها عليكم جزية تؤخذون بها من بعدي ولكن أدوها إليهم فلكم برها وعليهم إثمها ثلاث مرات } .

                                                                                                                                                                                      قال ابن وهب : وأخبرنا رجال من أهل العلم : أن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص وجابر بن عبد الله وسعد بن أبي وقاص وحذيفة وأنس بن مالك وأبا قتادة وأبا سعيد الخدري وأبا هريرة وعائشة وأم سلمة ومحمد بن كعب ومجاهدا وعطاء والقاسم وسالما وابن المنكدر وربيعة وعروة بن الزبير ومكحولا والقعقاع بن حكيم ، كلهم يأمر بدفع الزكاة إلى السلطان ويدفعونها إليهم .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية