الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت المحصر بمرض إذا أصابه أذى فحلق رأسه فأراد أن يفتدي ، أينحر هدي الأذى الذي أماط عنه بموضعه حيث هو ، أم يؤخر ذلك حتى يأتي مكة في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : قال مالك : ينحره حيث أحب . قلت : أرأيت إن أفرد رجل الحج فجامع في حجه فأراد أن يقضي ، أله أن يضيف العمرة إلى حجته التي هي قضاء لحجته التي جامع فيها في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا ، في رأيي ، قلت : فإن أضاف إليها عمرة أتجزئه حجته من حجته التي أفسد أم لا في قول مالك حين أضاف إليها العمرة ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لم أسمع من مالك في هذا شيئا ، ولا أرى أن يجزئه إلا أن يفرد الحج كما أفسده ، قال : لأن القارن ليس حجه تاما كتمام المفرد إلا بما أضاف إليه من الهدي .

                                                                                                                                                                                      قال : وقال مالك : يقلد الهدي كله ويشعر . [ ص: 456 ] قال : وفدية الأذى إنما هو نسك ولا يقلد ولا يشعر ، قال : ومن شاء قلد وجعله هديا ومن شاء ترك ، قال : والإشعار في الجانب الأيسر ، والبقر تقلد وتشعر إن كانت لها أسنمة وإن لم تكن لها أسنمة فلا تشعر ، والغنم لا تقلد ولا تشعر والإشعار في الجانب الأيسر من أسنمتها . قال : وسألت مالكا عن الذي يجهل أن يقلد بدنته أو يشعرها من حيث ساقها حتى نحرها وقد أوقفها ، قال : تجزئه . قلت : هل كان مالك يكره أن يقلد بالأوتار ؟

                                                                                                                                                                                      قال : ما سمعت من مالك فيه شيئا ولا أرى لأحد أن يفعله .

                                                                                                                                                                                      قال ابن القاسم : بلغني عن مالك أنه قال : تشعر في أسنمتها عرضا ، قال : وسمعت أنا مالكا يقول : تشعر في أسنمتها في الجانب الأيسر ، قال : ولم أسمع منه عرضا .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية