الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4746 53 - حدثنا محمد بن العلاء ، حدثنا أبو أسامة ، عن بريد ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : تعاهدوا القرآن ، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من الإبل في عقلها .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " تعاهدوا " وأخرجه عن محمد بن العلاء أبو كريب الهمداني الكوفي ، وهو شيخ مسلم أيضا ، عن أبي أسامة حماد بن أسامة ، عن بريد بضم الباء الموحدة وفتح الراء وسكون الياء آخر الحروف وبالدال المهملة ابن عبد الله ، عن أبي بردة بضم الباء الموحدة ، واسمه عامر بن أبي موسى الأشعري ، والحاصل أن بريد بن عبد الله يروي عن جده أبي بردة ، وهو يروي عن أبيه أبي موسى الأشعري ، واسمه عبد الله بن قيس ، والحديث مضى في الصلاة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " تعاهدوا " مثل تعهدوا ، ومعناه : واظبوا عليه بالحفظ والترداد ، قوله : " في عقلها " بضم العين وضم القاف ويجوز تسكينها ، جمع عقال وهو الحبل ، وقد مر تفسيره عن قريب ، وذكر الكرماني في بعض النسخ من عللها يعني بلامين بدل من عقلها ، قيل : هو تصحيف ، قلت : ربما يكون من غللها بضم الغين المعجمة وباللامين جمع غل وهو القيد ، وهذا له وجه على ما لا يخفى ، ووقع هنا في عقلها بكلمة في ، ويروى من عقلها بكلمة من ، قال القرطبي : من رواه من عقلها فهو على الأصل الذي يقتضيه التعدي من لفظ التفصي ، ومن رواه بكلمة في يحتمل أن يكون بمعنى من أو بمعنى الظرف ، قلت : كلمة في تأتي بمعنى من كما في قول الشاعر :

                                                                                                                                                                                  ألا عم صباحا أيها الطلل البالي وهل يعمن من كان في العصر الخالي وهل يعمن من كان أحدث عهده
                                                                                                                                                                                  ثلاثين شهرا في ثلاثة أحوال

                                                                                                                                                                                  ويجوز أن يكون في هاهنا بمعنى المصاحبة يعني مع عقلها ، وتأتي في بمعنى مع كما في قوله تعالى : ادخلوا في أمم أي مع أمم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية