الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4920 147 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ، حدثنا سليمان ، عن يحيى ، عن عبيد بن حنين ، سمع ابن عباس ، عن عمر - رضي الله عنهم - دخل على حفصة فقال : يا بنية ، لا يغرنك هذه التي أعجبها حسنها حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياها ; يريد عائشة ، فقصصت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتبسم .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله " حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياها " يعني عائشة ; فإنه - صلى الله عليه وسلم - كان يحبها أكثر من سائر نسائه ، ولا حرج على الرجل إذا آثر بعض نسائه في المحبة إذا سوى بينهن في القسم ، والمحبة مما لا تجلب بالاكتساب ، والقلب لا يملكها ولا يستطاع فيه العدل ، ورفع الله عز وجل فيه عن عباده الحرج ، قال الله عز وجل : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها

                                                                                                                                                                                  وعبد العزيز بن عبد الله بن يحيى العامري الأويسي المديني وهو من أفراده ، وسليمان هو ابن بلال ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وعبيد بن حنين مولى زيد بن الخطاب ، وحنين مصغر حن بالحاء المهملة .

                                                                                                                                                                                  وهذا طرف من حديث ابن عباس عن عمر رضي الله تعالى عنه ، وقد مر في باب موعظة الرجل ابنته وقد مر الكلام فيه .

                                                                                                                                                                                  قوله ( يا بنية ) كذا هو في الأصول ، وكذا رواه أبو ذر ، وروي " يا بني " مرخما ويفتح ياؤه ويضم .

                                                                                                                                                                                  قوله ( أعجبها حسنها حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ، ويروى : وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال الكرماني : " حب " بدون الواو إما بدل أو عطف بتقدير حرف العطف عند من جوز تقديره . قلت : هذا بدل الغلط ، ولا يقع هذا في القرآن ولا في الحديث الصحيح الفصيح ، والصواب أن يقال : إن قوله " حب " مرفوع على أنه فاعل " أعجب " ، و " حسنها " منصوب على التعليل ، والتقدير : أعجبها حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأجل حسنها .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية