الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4939 166 - حدثنا فروة بن أبي المغراء ، حدثنا علي بن مسهر ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : خرجت سودة بنت زمعة ليلا ، فرآها عمر فعرفها فقال : إنك والله يا سودة ما تخفين علينا ! [ ص: 218 ] فرجعت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له وهو في حجرتي يتعشى وإن في يده لعرقا ، فأنزل الله عليه ، فرفع عنه وهو يقول : قد أذن الله لكن أن تخرجن لحوائجكن .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في آخر الحديث ، وهذا السند بعينه قد مر عن قريب في باب دخول الرجل على نسائه في اليوم .

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مر بأتم منه في تفسير سورة الأحزاب ومضى الكلام فيه هناك .

                                                                                                                                                                                  قوله ( ما تخفين ) بفتح الفاء وسكون الياء ، وأصله تخفيين على وزن تفعلين فاستثقلت الكسرة على الياء فحذفت فاجتمع ساكنان وهما الياءان فحذفت الياء الأولى لأن الثانية ضمير المخاطبة ، فبقي " تخفين " على وزن تفعين .

                                                                                                                                                                                  قوله ( لعرقا ) اللام فيه مفتوحة ، والعرق بفتح العين المهملة وسكون الراء وبالقاف ، وهو العظم الذي أخذ لحمه .

                                                                                                                                                                                  قوله ( فأنزل الله عليه ) ، ويروى " فأنزل عليه " بصيغة المجهول ، وفي الرواية المتقدمة " فأوحى الله إليه " .

                                                                                                                                                                                  وقال ابن بطال : في هذا الحديث دليل على أن النساء يخرجن لكل ما أبيح لهن الخروج فيه من زيارة الآباء والأمهات وذوي المحارم وغير ذلك مما تمس الحاجة إليه ، وذلك في حكم خروجهن إلى المساجد ، وفيه خروج المرأة بغير إذن زوجها إلى المكان المعتاد للإذن العام فيه ، وفيه منقبة عظيمة لعمر رضي الله تعالى عنه ، وفيه تنبيه أهل الفضل على مصالحهم ونصحهم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية