الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  857 [ ص: 194 ] 22 - حدثنا عبد الله بن محمد قال : حدثنا شبابة قال : حدثنا ورقاء ، عن عمرو بن دينار ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسل - قال : ائذنوا للنساء بالليل إلى المساجد .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إنه يخرج الجمعة في حقهن ، فلا يلزمهن شهودها ، ومن لم يشهدها فليس عليه غسل .

                                                                                                                                                                                  وقال الكرماني : فإن قلت : ما وجه تعلقه بالترجمة قلت : عادة البخاري أنه إذا عقد ترجمة للباب ، وذكر ما يتعلق بها يذكر أيضا ما يناسبها فجاء بهذا الحديث ، والذي بعده ليبين أن النساء لهن شهود الجمعة ، انتهى .

                                                                                                                                                                                  قلت : الإذن مقيد بالليل ، فكيف يكون لهن الخروج إلى الجمعة ، وهي نهارية قلت : قال الكرماني فيما قبل كلامه هذا : فإن قلت : لفظ بالليل مفهومه أن لا يؤذن في الخروج بالنهار قلت : إذا جاز خروجهن بالليل الذي هو محل الوقوع في الفتن ، فجواز الخروج بالنهار بالطريق الأولى ، انتهى .

                                                                                                                                                                                  قلت : الذي قاله مخالف لما قاله العلماء ، فإنهم قالوا يخرجن بالليل لوقوع الأمن من الفساد من جهة الفساق ; لأنهم بالليل إما مشغولون بفسقهم أو نائمون ، ولا يخرجن بالنهار لعدم الأمن لانتشار الفساق .

                                                                                                                                                                                  ذكر رجاله : وهم ستة : عبد الله بن محمد البخاري المسندي ، وقد مر غير مرة ، وشبابة بفتح الشين المعجمة وتخفيف الباء الموحدة ، وبعد الألف باء موحدة أخرى ، ابن سوار الفزاري أبو عمرو المدايني ، وقد مر في باب الصلاة على النفساء ، وورقاء بن عمرو المدائني مر في باب وضع الماء عند الخلاء ، وعمرو بن دينار تكرر ذكره ، ومجاهد بن جبر مر في أول كتاب الإيمان قالوا : قد رأى هاروت وماروت ، وكاد يتلف .

                                                                                                                                                                                  ذكر لطائف إسناده : فيه التحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع ، وفيه العنعنة في أربعة مواضع ، وفيه القول في موضعين ، وفيه أن شيخ البخاري من أفراده ، وفيه أن رواته ما بين بخاري ، ومدائني ، ومكيين ، وهما عمرو ومجاهد .

                                                                                                                                                                                  وقد أخرج البخاري هذا الحديث في باب خروج النساء إلى المساجد بالليل عن عبد الله بن عمر بغير هذا الإسناد ، وغير هذا اللفظ ، أما إسناده فعن عبيد الله بن موسى عن حنظلة عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر ، وأما لفظه : إذا استأذنكم نساؤكم بالليل إلى المسجد فأذنوا لهن ، وقال هناك : تابعه شعبة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر ، وقد أوضحناه هناك .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية