الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  130 وقال مجاهد : لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقة هذا الأثر الذي أخرجه معلقا على مجاهد بن جبر التابعي الكبير لترجمة الباب في الوجه الثاني من الوجهين اللذين ذكرناهما في الحياء ، وهو الوجه الذي فيه ترك الحياء مطلوب ، وهذا التعليق رواه ....

                                                                                                                                                                                  قوله : " مستحيي " بإسكان الحاء وباليائين ثانيهما ساكنة من استحى يستحيي فهو مستحيي على وزن مستفعل ، ويجوز فيه مستحي بياء واحدة من استحى يستحي ، فهو مستحي على وزن مستفع ، ويجوز مستح أيضا بدون الياء على وزن مستف ، ويكون الذاهب فيه عين الفعل ولامه وفاؤه باق ، وكذلك يقال في استحييت استحيت بياء واحدة ، فأعلوا الياء الأولى وألقوا حركتها على الحاء قبلها استثقالا لما دخلت عليه الزوائد ، قال سيبويه : حذفت لالتقاء الساكنين لأن الياء الأولى تقلب ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، قال : وإنما فعلوا ذلك حيث كثر في كلامهم ، وقال المازري : لم تحذف لالتقاء الساكنين لأنها لو حذفت لذلك لردوها إذا قالوا : هو يستحي ولقالوا يستحيي كما قالوا : يستبيع ، وقال الأخفش : استحى بياء واحدة لغة تميم وبيائين لغة أهل الحجاز وهو الأصل لأن ما كان موضع لامه معتلا لم يعلوا عينه ، ألا ترى أنهم قالوا : حييت وحويت ويقولون : قلت : وبعت فيعلون العين لما لم تعتل اللام ، وإنما حذفوا الياء لكثرة استعمالهم لهذه الكلمة كما قالوا : لا أدر في لا أدري .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ولا مستكبر " أي : مستعظم في نفسه وهو الذي يتعاظم ويستنكف أن يتعلم العلم ، والاستكبار والتكبر هو التعظم ، وللعلم آفات فأعظمها الاستنكاف ، وثمرته الجهل والذلة في الدنيا والآخرة ، وسئل أبو حنيفة رضي الله عنه : بم حصلت العلم العظيم ؟ فقال : ما بخلت بالإفادة ولا استنكفت عن الاستفادة .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية