الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4951 [ ص: 164 ] 124 - باب: قوله تعالى: والذين لم يبلغوا الحلم

                                                                                                                                                                                                                              5249 - حدثنا أحمد بن محمد، أخبرنا عبد الله، أخبرنا سفيان، عن عبد الرحمن بن عابس سمعت ابن عباس - رضي الله عنهما - سأله رجل شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العيد أضحى أو فطرا قال: نعم لولا مكاني منه ما شهدته -يعني من صغره- قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى ثم خطب، ولم يذكر أذانا ولا إقامة، ثم أتى النساء فوعظهن وذكرهن وأمرهن بالصدقة، فرأيتهن يهوين إلى آذانهن وحلوقهن يدفعن إلى بلال، ثم ارتفع هو وبلال إلى بيته. [انظر: 98 - مسلم: 884 و (13) - فتح: 9 \ 344].

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - سأله رجل: شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العيد أضحى أو فطرا؟ قال: نعم. إلى أن قال: وأمرهن بالصدقة، فرأيتهن يهوين إلى آذانهن وحلوقهن ويدفعن إلى بلال .. الحديث.

                                                                                                                                                                                                                              وقد سلف في الصلاة والعيد ، وكان ابن عباس في هذا الوقت ممن لم يطلع على عورات النساء، ولذلك قال: ولولا مكاني من الصغر ما شهدته. وكان بلال من البالغين، وقال تعالى: ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم [النور: 58]. فأجرى الذين ملكت أيمانهم مجرى من لم يبلغ الحلم، وأمر بالاستئذان في العورات الثلاث; لأن الناس يتكشفون في تلك الأوقات، ولا يكونون من الستر فيها كما يكونون في غيرها.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 165 ] فصل:

                                                                                                                                                                                                                              لم يختلف فقهاء الأمصار أن العيد لا أذان له ولا إقامة، وإنما يقال فيه: الصلاة جامعة. واختلف فيمن ابتدع الأذان أولا، فقيل: عبد الله بن الزبير، وقيل: معاوية. وقال ابن حبيب: هشام . وقال الداودي: قيل مروان. وقيل: زياد، ذكره ابن التين.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (يهوى). هو بضم الياء من أهوى، إذا أراد أن يأخذ شيئا.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية