الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
17125 7596 - (17575) - (4\174) عن خالد بن عمير، قال: خطب عتبة بن غزوان - قال بهز: وقال قبل هذه المرة: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم - ، قال: فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد،فإن الدنيا قد آذنت بصرم، وولت حذاء، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، يتصابها صاحبها، وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم، فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفير جهنم فيهوي فيها سبعين عاما ما يدرك لها قعرا، والله لتملأنه، أفعجبتم؟ والله لقد ذكر لنا أن ما بين مصراعي الجنة مسيرة أربعين عاما، وليأتين عليه يوم كظيظ الزحام" "ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى قرحت أشداقنا، وإني التقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد، فاتزر بنصفها، واتزرت بنصفها، فما أصبح منا أحد اليوم إلا أصبح أمير مصر من الأمصار، وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما وعند الله صغيرا .

وإنها لم تكن نبوة قط إلا تناسخت، حتى يكون عاقبتها ملكا، وستبلون أو ستخبرون الأمراء بعدنا ".


التالي السابق


* قوله : "آذنت ": - بمد - ; أي: أعلمت .

* "بصرم ": - بضم الصاد وسكون الراء - ; أي: بانقطاع وذهاب .

* "حذاء": - بفتح حاء مهملة وتشديد ذال معجمة ومد ألف - ; [ ص: 267 ]

* "صبابة": - بضم الصاد - : البقية اليسيرة من الشراب تبقى في أسفل الإناء .

* "يتصابها": - بتشديد الباء - ; أي: يشربها .

* "فيهوي ": كيرمي; أي: يسقط ويتسفل .

* "قعر": قعر الشيء: أسفله .

* "لتملأنه ": على بناء المفعول; أي: إنها لتملأ مع هذه السعة، والهاء للسكت .

* "وليأتين عليه يوم كظيظ الزحام ": هكذا في النسخ، وفي "صحيح مسلم ": "وهو كظيظ " ، وهو الظاهر، فيقدر هاهنا أيضا: هو أي: الباب، والكظيظ: الممتلئ، ويمكن أن يجعل صفة اليوم على المجاز، والله تعالى أعلم .

* "وبين سعد": هو سعد بن أبي وقاص .

* * *




الخدمات العلمية