الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
17488 7751 - (17948) - (4\222) عن ابن جريج، أخبرني عطاء، أن صفوان بن يعلى بن أمية، أخبره أن يعلى كان يقول: لعمر بن الخطاب: ليتني أرى النبي حين ينزل عليه، قال: فلما كان بالجعرانة وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوب قد أظل به معه ناس من أصحابه، منهم عمر، إذ جاءه رجل عليه جبة متضمخا بطيب، قال: فقال يا رسول الله، كيف ترى في رجل أحرم بعمرة في جبة بعد ما تضمخ بطيب؟ فنظر النبي صلى الله عليه وسلم ساعة ثم سكت، فجاءه الوحي فأشار عمر إلى يعلى أن تعال، فجاء يعلى، فأدخل رأسه، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم محمر الوجه يغط كذلك ساعة، ثم سري عنه، فقال: " أين الذي سألني عن العمرة آنفا؟ " فالتمس الرجل فأتي به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أما الطيب الذي بك، فاغسله ثلاث مرات، وأما الجبة فانزعها، ثم اصنع في عمرتك كما تصنع في حجتك" .

التالي السابق


* قوله : "حين ينزل عليه ": على بناء المفعول; من الإنزال أو التنزيل، ونائب الفاعل الجار والمجرور، ويحتمل أن يكون على بناء الفاعل، من [ ص: 433 ] النزول، وضمير الفاعل للوحي أو القرآن المعلوم من المقام .

* "متضمخا بطيب: استعمله في بدنه، لا في الجبة، وإلا، لكفى نزع الجبة، ولم يحتج إلى غسل الطيب، والتضمخ: التلطخ بالشيء، والإكثار منه.

* "يغط ": - بتشديد الطاء - ، من الغطيط، وهو صوت يخرج مع نفس النائم، وهو ترديده حيث لا يجد مساغا .

* "كذلك": أي: كان كذلك ساعة .

* "سري" على بناء المفعول - بتشديد الراء وتخفيفها - ; أي: أزيل عنه .

* "فاغسله ثلاث مرات ": بهذا أخذ مالك ومحمد، فكرها الطيب قبل الإحرام إذا بقي بعده، والجمهور على جوازه، وحملوا هذا الحديث على أنه منسوخ; لاستعماله صلى الله عليه وسلم الطيب قبل إحرامه مع البقاء في حجة الوداع، أو على أنه أمره بالإزالة لخصوص كون الطيب كان من طيب النساء، والله تعالى أعلم .

* * *




الخدمات العلمية