الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
18310 8052 - (18787) - (4 \ 311) عن طارق بن سويد الحضرمي، أنه قال: قلت: يا رسول الله، إن بأرضنا أعنابا نعتصرها، فنشرب منها؟ قال: " لا ". فعاودته، فقال: " لا ". فقلت: إنا نستشفي بها للمريض، فقال: " إن ذاك ليس شفاء، ولكنه داء".

التالي السابق


* قوله: "فنشرب منها": أي: بعد أن تصير خمرا.

* "ولكنه داء": قال ابن العربي: إن قيل: فنحن نشاهد الصحة والقوة عند شرب الخمر، قلنا: إن ذلك إمهال واستدراج، أو إن الدواء ما يصحح البدن ولا يسقم الدين، فإذا أسقم الدين، فداؤه أعظم من دوائه.

وقال الخطابي: أراد بالداء: الإثم، بتشبيه الضرر الأخروي بالضرر الدنيوي.

[ ص: 158 ] وقال السبكي: كل ما يقول الأطباء في الخمر من المنافع فهو شيء كان عند شهادة القرآن بأن فيها منافع للناس قبل تحريمها، وأما بعد نزول آية التحريم، فإن الله الخالق لكل شيء سلبها المنافع جملة، فليس فيها شيء من المنافع، وعليه يدل قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها" وبهذا تسقط مسألة التداوي بالخمر، انتهى.

وقال ابن القيم: لو أبيح التداوي به، لاتخذ ذلك ذريعة إلى تناوله للشهوة واللذة، فسد الشارع الذريعة إلى تناوله بكل ممكن.

* * *




الخدمات العلمية