الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
18128 8003 - (18602) - (4 \ 294) عن أبي رجاء، حدثنا محمد بن مالك قال: رأيت على البراء خاتما من ذهب، وكان الناس يقولون له: لم تختم بالذهب وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال البراء: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يديه غنيمة يقسمها، سبي وخرثي قال: فقسمها حتى بقي هذا الخاتم، فرفع طرفه فنظر إلى أصحابه ثم خفض، ثم رفع طرفه فنظر إليهم، ثم خفض، ثم رفع طرفه فنظر إليهم، ثم قال: " أي براء " فجئته حتى قعدت بين يديه، فأخذ الخاتم فقبض [ ص: 120 ] على كرسوعي ثم قال: " خذ البس ما كساك الله ورسوله "، قال: وكان البراء يقول: كيف تأمروني أن أضع ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " البس ما كساك الله ورسوله؟ ".

التالي السابق


* قوله: "وخرثي": - بضم معجمة فسكون راء فكسر مثلثة فتشديد مثناة من تحت - : هو أثاث البيت ومتاعه.

* "على كرسوعي": ضبط: - بضم الكاف - وهو طرف رأس اليد مما يلي الخنصر.

* "وكان البراء يقول ": كأنه علم أن الأمر كان بعد النهي عن لبس الذهب، فرأى أنه تخصيص له بذلك، وإلا فلو كان قبل النهي لزم نسخه بالنهي، فلا يجوز استعماله بعده، وكذا فهم أن "ما" في قوله: "ما كساك الله" موصولة، وإلا فلو كان للمدة لكان الحديث دل بالمفهوم على النسخ، والله تعالى أعلم.




الخدمات العلمية