الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1747 982 - (1745) - (1 \ 204) عن عبد الله بن جعفر ، قال : أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خلفه ، فأسر إلي حديثا لا أخبر به أحدا ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب ما استتر به في حاجته هدف ، أو حائش نخل ، فدخل يوما حائطا من حيطان الأنصار ، فإذا جمل قد أتاه ، فجرجر ، وذرفت عيناه - قال بهز وعفان : فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ، حن ، وذرفت عيناه - ، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم سراته وذفراه ، فسكن ، فقال : " من صاحب الجمل ؟ " ، فجاء فتى من الأنصار ، فقال : هو لي يا رسول الله ، فقال : "أما تتقي الله في هذه البهيمة التي ملككها الله ، إنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه " .

التالي السابق


* قوله : "أحب ما استتر به " : - بالرفع - على أنه مبتدأ خبره "هدف " ، والجملة خبر كان .

و"الهدف " : - بفتحتين - : ما ارتفع من الأرض .

* "أو حائش نخل " : هو النخل الملتف المجتمع ; كأنه لالتفافه يحوش بعضه إلى بعض ، وفيه استحباب الاستتار عند قضاء الحاجة .

* "فجرجر " : - بجيمين وراءين مهملتين - ; من الجرجرة ، وهي تردد الصوت في حلق البعير .

* "وذرفت " : كضربت ; أي : سالت .

[ ص: 224 ] * "حن " : أصل الحن : ترجيع الناقة صوتها إثر ولدها .

* "سراته " : - بفتحات - ; أي : أعلاه ; أي : أصل أذنه .

* "وذفراه " : - بكسر ذال معجمة - .

وفي "النهاية " : سراة كل شيء : ظهره وأعلاه .

* "تجيعه " : من أجاعه : إذا اضطره إلى الجوع .

* "وتدئبه " : من أدأبه - بهمزة بعد الدال - ; أي : أتعبه في العمل .

* * *




الخدمات العلمية